وبدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى كتاتيبها فأتم قراءة القرآن تلقيناً وتجويداً في السادسة من عمره ثم أكمل تعليمه في المدارس النظامية ثم درس بالمدرسة السلطانية وتخرج فيها عام ١٩١٧ ودرس العربية وعلومها في ثانوية التفضيل وكان حاد الذكاء سريع الحافظة تواقاً إلى اكتساب مزيد من العلم فتعلم اللغات: التركية والفرنسية والإنكليزية واتصل بعدد من كبار العلماء في بغداد أمثال محمود شكري الآلوسي فتأثر به وأخذ عنه اتجاهاته في البحث والتأليف.
كان من أفذاذ علماء العراق الذين نبغوا بعلومهم وآدابهم حتى ذاع صيتهم، أخذ إجازات العلم والأدب والخط من العلامتين الشيخ محمود شكري الألوسي المتوفي ١٩٢٣م، والشيخ القاضي علي علاء الدين الألوسي المتوفي ١٩٢١م. ودرس على يد علماء بغداد في عصره. ومن العلماء الذين تأثر بهم العلامة نعمان الألوسي المتوفي عام ١٨٩٩م.
وبرع في فن الخط على قاعدة نس تعليق، وكان خطه أشبه بخط استاذه محمود شكري الألوسي في الرسم والضبط، وله نماذج من خطه في المجمع العلمي العراقي، وقد خط وكتب كثيرا من الكتب لنفسه ولأستاذه، وله مؤلفات كثيرة، ومن مؤلفاته كتاب أعلام العراق، الذي يحوي تراجم أهل العراق وهو نادر من نوعه في السبك والصياغة.
وهو يحسن نظم الشعر وله ديوانان ضخمان يشتملان على قصائد عصماء، وقد جمع مكتبة عامرة حافلة تعد اليوم من أكبر مكتبات بغداد تحوي الكثير من المخطوطات العلمية والأدبية لم تطبع بعد.
شغل عدداً من الوظائف فعين مدرساً للعربية في الثانوية المركزية ببغداد وفي عام ١٩٣٦ عهد إليه منصب مدير الأوقاف بعدها عين مفتشاً في وزارة المعارف وفي عام ١٩٤١ أنضم إلى ثورة مايس وساندها بشعره, وبعد فشل الثورة أصدرت الحكومة آنذاك أمراً بفصله واعتقاله جزاء مساندته الثورة, وبعد خروجه من المعتقل كان أحد المؤسسين للمجمع العلمي العراقي وفي عام ١٩٤٨ انتخب عضواً فيه ومن ثم نائباً لرئيسه عام ١٩٤٩ كما انتخب عضواً في مجمعي اللغة العربية في القاهرة والأردن وعضواً في المجمع العلمي في دمشق وعضواً في المجلس الاستشاري الأعلى بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وقد توسط له الشيخ محمد رضا الشبيبي وأعيد إلى الوظيفة بعنوان مفتش وفي عام ١٩٥١ كلف بتدريس الأدب وفلسفة الأخلاق في كلية الشرطة إلى جانب أعماله الأخرى وفي عام ١٩٥٨ عين مديراً عاماً للأوقاف فكانت له أعمال مشهورة في تعمير المساجد وفي عام ١٩٦٣ أحيل على التقاعد وانصرف إلى البحث والتأليف وقد منح جائزة فيصل العالمية، كما منح جائزة صدام العالمية
عرف بولعه الشديد بالعلم ودراسته المعمقة للتراث العربي الإسلامي, فشارك في عدد كبير من المؤتمرات العلمية واللغوية والسياسية وحاضر في جامعات مختلفة خارج العراق, أسهم بقدر جليل في خدمة اللغة العربية وآدابها وفكرها من خلال نشاطه الفكري وإنتاجه العلمي الغزير تأليفاً وتحقيقاً.
من أشهر مؤلفاته: «أعلام العراق» و«الاتجاهات الحديثة في الإسلام» و«المجمل في تأريخ الأدب العربي» و«المدخل في تأريخ الأدب العربي» و«الموفق في التاريخ العربي» و«مهذب تاريخ مساجد بغداد وآثارها» و«مأساة الشاعر وضاح اليمن» و«الأتجاهات الحديثة في الأسلام» و «محمود شكري الألوسي سيرته ودراسته اللغوية» و«الظواهر الكونية في القرآن» و«ذرائع العصبيات العنصرية» وغيرها. كما له تحقيقات لعدد من كتب التراث المهمة منها «بلوغ الأرب في أحوال العرب للآلوسي», و «أم الرجز للعجلي», و«كتاب النغم لابن المنجم» و«صورة الأرض للإدريسي» و«فريدة القصر وجريدة العصر», و«مناقب بغداد لابن الجوزي», و«أدب الكتابة لأبي بكر المولى», و«قسم شعراء العراق للعماد الاصفهاني» إضافة إلى ديوانه الذي طبعه المجمع العلمي العراقي, كما أصدر المجمع العلمي كتاباً في تكريمه والإشادة بجهوده العلمية.