• كانت ولادته في اليوم الثاني والعشرين (٢٢) من شهر ربيع الآخر (٤)، من عام ألف وأربعمائة (١٤٠٠ هـ)، في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية؛ حيث كان والده مقيمًا هنالك للعمل • ثم رجع بأسرته إلى اليمن، بعد سنتين من ولادته، ومكثت الأسرة، في بعدان بضعة أشهر، ثم انتقل بهم أبوهم إلى مدينة (إب)، وسكنها. • وقد نشأ الشيخ حفظه الله في أسرة محافظة على فرائض الله وعلى السنة. • ثم يسَّر الله للشيخ التعرف على الإمام المحدث فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، رحمه الله، وهو آنذاك في الخامسة عشرة من عمره غفر الله له. • هذا وقد كنا زرنا مع والدنا فضيلة الشيخ الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى مدينة إب دعوةً إلى الله في عام (١٤١٤) من الهجرة النبوية، وألقى شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله تعالى محاضرة في (مسجد النور) في (مدينة إب) من بلاد (اليمن) وكان الشيخ محمد بن حزام فيمن حضر تلك المحاضرة فتأثر الشيخ محمد بتلك المحاضرة وبشخصية الإمام الوادعي رحمه الله تعالى، فكان ذلك من الأسباب التي شجعت الشيخ محمدا على الرحلة لطلب العلم في دار الحديث بدماج، دار الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله. • تلقى الشيخ العلوم النافعة في دار الحديث بدماج، حيث أقام فيها ثمانية عشر عامًا حيث ارتحل ووصل إليها في ليلة الجمعة الموافق (٢٩) من شهر صفر، من عام (١٤١٨) ومكث فيها إلى العام الذي أخرجوا فيه من دار الحديث ظلما وعدوانا في يوم الأربعاء الموافق (١٤) من ربيع الأول من عام (١٤٣٥)، عامل الله من أخرجهم من دار الحديث بدماج مظلومين بعدله، وهو أحكم الحاكمين. • وقد استفاد الشيخ محمد بن حزام حفظه اللّه من الإمام مقبل الوادعي رحمه الله علومًا نافعة، وأخلاقًا فاضلة، وتربية على السنة والعقيدة الصحيحة والتميز من أهل البدع، وعدم مخالطتهم؛ وملازمة منهج السلف، فتأثر الشيخ بطريقة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، وسار على مثل سيره رحمه الله، على طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم. • تلقى الشيخ العلوم النافعة، عن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في علم الحديث والفقه والعقيدة، وأخذ بعض الدروس عن بعض طلاب الشيخ رحمه الله. • وقد ذكره الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في ترجمته المسماه (ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي) التي كتبها بقلمه رحمه الله، حيث قال في ص ٥٧: محمد بن علي بن حزام البعداني: يحفظ القرآن و «بلوغ المرام» و «عمدة الاحكام» و «رياض الصالحين» و «صحيح مسلم». هذا وقد كان الشيخ قد أكمل حفظ القرآن في عام (١٤١٧) وقبل ذلك كان قد حفظ عمدة الأحكام، والرحبية في الفرائض، ومنظومة العمريطي في أصول الفقه. • ثم حفظ الشيخ في حال إقامته بدماج بلوغ المرام، ثم رياض الصالحين، وكتاب التوحيد، ثم صحيح مسلم، ثم ألفية العراقي في مصطلح الحديث، ثم ألفية ابن مالك في النحو، ثم الصحيح المسند من أسباب النزول، ثم الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، ثم أفراد صحيح البخاري عن مسلم. • ثم صار الشيخ يتعاون في دار الحديث بدماج في الدروس الخاصة قبل موت فضيلة الشيخ الوادعي، وبعده. فقد فتح الدروس المختلفة في العقيدة والتوحيد والمصطلح والفقه وأصوله. فدرَّس في تلك الدار المباركة في كتاب التوحيد، وشرح الواسطية، وشرح الطحاوية لابن أبي العز، وفتح المجيد، وفتح العلام في شرح بلوغ المرام، وشرح منظومة العمريطي وشرح المذكرة للشنقيطي، وشرح اختصار علوم الحديث لابن كثير، وشرح نزهة النظر للحافظ ابن حجر، والتقييد والإيضاح للعراقي، وضوابط الجرح والتعديل، وشرح المختار من أحاديث سيد الأبرار في المعتقد الصحيح. • وقد أخذ عنه جملة كبيرة من طلاب العلم؛ من جنسيات مختلفه حتى بلغ طلابه بالآلاف.
وله مؤلفات نفيسة، نفع الله بها خلقا كثيرا في مشارق الأرض ومغاربها. فقد يسر الله للشيخ تأليف كتب ومصنفات نافعة: • من أشهرها فتح العلام بدراسة أحاديث بلوغ المرام • والتوضيح المفيد على كتاب فتح المجيد • والتيسيرات الفقهية في شرح الدرر البهية • والمختار من أحاديث سيد الأبرار في المعتقد الصحيح • وتحقيق المغني لابن قدامة بمشاركة بعض طلابه • وإتحاف الأنام بأحكام ومسائل الصيام، والفوائد والتوضيحات بشرح منظومة العمريطي تسهيل الطرقات • وتبصير البادئين بمصطلحات المحدثين • وفتح المنان فيما صح من منسوخ القرآن • وروضة البادئين بأحاديث سيد المرسلين، والفوائد البهية بشرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية. وله كتب كثيرة تحت العمل والتجهيز، وله مجموع فتاوى أيضًا تحت العمل والترتيب.
وله مصنفات مهمة تحت العمل، وهي: • الجامع الصحيح في الفقه الشرعي • ومنحة المنان الكريم بتفسير القرآن العظيم • وشرح عقيدة أهل السنة الأخيار بدراسة أحاديث المختار.
• وبعد خروجه من دماج صار له دار للعلوم الشرعية في محافظة (إب) من بلاد اليمن، تسمى (دار الحديث السلفية بإب) يقيم فيها الدروس العلمية في العقيدة والتوحيد والتفسير والحديث وسائر الفنون، وقد أقبل الله بفضله جل وعلا بقلوب الناس على هذه الدار؛ فتوافد عدد كبير من طلاب العلم على الشيخ للاستفادة من علومه. • وقد عرف عن الشيخ حفظه الله أنه يكره التعصب ولا يحب أن يتعصب له، ولا لغيره، ودائمًا يربي طلابه على اتباع الحق بدليله وترك التعصب والتقليد، والجدال والمراء. نسأل الله المنان الحي القيوم: أن يحفظ الشيخ وأن يبارك في كتبه وفتاواه وعلومه وداره وطلابه، وأن يصرف عنه وعن داره كل سوء ومكروه.
كتبه أخوه وصاحبه: أبو خالد سرور بن أحمد الوادعي. يوم السبت الموافق ٣/ جمادى الآخرة/ ١٤٤٢ من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام