للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالصفراء وكان قد برز إليهم عوف ومعوذ ابنا الحارث، وهما ابنا عفراء، وعبد الله بن رواحة الأنصاريون، فأبو إلا قومهم.

وكانت وقعة بدر يوم الجمعة في اليوم السابع عشر من رمضان.

وعدل عليه السلام الصفوف، ورجع إلى العريش ومعه أبو بكر وحده.

وكان أول قتيل قتل من المسلمين، مهجع مولى عمر بن الخطاب، أصابه سهم فقتله. وسمع عمير بن الحمام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض على الجهاد، فيرغب في الجنة، وفي يده تمرات يأكلهن، فقال: بخ بخ، أما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم رمى بهن وقاتل حتى قتل، رضي الله عنه، وقد فعل.

ثم منح الله المسلمين النصر فهزم المشركون، وسعد بن معاذ وقوم من الأنصار وقوف على باب العريش يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانقطع يومئذ سيف عكاشة بن محصن، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلاً (١) من حطب، فقال: دونك هذا. فلما أخذه عكاشة وهزه عاد في يده سيفاً طويلاً شديداً أبيض، فلم يزل عنده يقاتل به حتى قتل، رضوان الله عليه، في الردة أيام أبي بكر.

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلى المشركين فسحبوا إلى القليب، فرموا به، وطم عليهم التراب. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثقل (٢) عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النجار.


(١) الجذل: ما عظم من أصول الشجر المقطع؛ وقيل: هو من العيدان ما كان على مثال شماريخ النخل.
(٢) الثقل: المتاع، وفي ابن هشام ٢: ٢٨٧: النفل.

<<  <   >  >>