للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشَّجَرَةَ، فَحَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَى أَكْلِهَا حَتَّى سَقَطَ مِنْهَا.

وَالْحَسَدُ أَصْلُهُ مِنْ قَابِيلَ ابْنِ آدَمَ حِينَ قَتَلَ أَخَاهُ هَابِيلَ، فَصَارَ كَافِرًا وَمَأْوَاهُ النَّارُ أَبَدًا.

وَذُكِرَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَوْصَى ابْنَهُ شَيْئًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُوصِي بِهَا أَوْلَادَهُ مِنْ بَعْدِهِ: أَوَّلُهَا: قَالَ لَهُ قُلْ لِأَوْلَادِكَ لَا تَطْمَئِنُّوا بِالدُّنْيَا، فَإِنِّي اطْمَأْنَنْتُ بِالْجَنَّةِ الْبَاقِيَةِ فَلَمْ يَرْضَ اللَّهُ مِنِّي وَأَخْرَجَنِي مِنْهَا.

وَالثَّانِي: قُلْ لَهُمْ لَا تَعْمَلُونَ بِهَوَى نِسَائِكُمْ، فَإِنِّي عَمِلْتُ بِهَوَى امْرَأَتِي وَأَكَلْتُ مِنَ الشَّجَرَةِ فَلَحِقَتْنِي النَّدَامَةُ.

وَالثَّالِثُ: قُلْ لَهُمْ كُلُّ عَمَلٍ تُرِيدُونَهُ فَانْظُرُوا عَاقِبَتَهُ، فَإِنِّي لَوْ نَظَرْتُ عَاقِبَةَ الْأَمْرِ لَمْ يُصِبْنِي مَا أَصَابَنِي.

وَالرَّابِعُ: إِذَا اضْطَرَبَتْ قُلُوبُكُمْ بِشَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، فَإِنِّي حِينَ أَكَلْتُ مِنَ الشَّجَرَةِ اضْطَرَبَ قَلْبِي، فَلَمْ أَرْجِعْ فَلَحِقَنِي النَّدَمُ.

وَالْخَامِسُ: اسْتَشِيرُوا فِي الْأُمُورِ، فَإِنِّي لَوْ شَاوَرْتُ الْمَلائِكَةَ لَمْ يُصِبْنِي مَا أَصَابَنِي.

وَرُوِيَ عَنْ شَقِيقِ الْبَلْخِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: أَخْرَجْتُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ حَدِيثٍ أَرْبَعُ مِائَةَ حَدِيثٍ، وَأَخْرَجْتُ مِنْ أَرْبَعُ مِائَةِ حَدِيثٍ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، وَأَخْرَجْتُ مِنَ الْأَرْبَعِينَ حَدِيثًا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ.

أَوَّلُهَا: لَا تَعْقِدْ قَلْبَكَ مَعَ الْمَرْأَةِ فَإِنَّهَا الْيَوْمَ لَكَ وَغَدًا لِغَيْرِكَ، فَإِنْ أَطَعْتَهَا أَدْخَلَتْكَ النَّارَ.

وَالثَّانِي: لَا تَعْقِدْ قَلْبَكَ مَعَ الْمَالِ، فَإِنَّ الْمَالَ عَارِيَةٌ، الْيَوْمَ لَكَ وَغَدًا لِغَيْرِكَ.

فَلَا تُتْعِبْ نَفْسَكَ بِمَا لِغَيْرِكَ، فَإِنَّ الْمَهْنَأَ لِغَيْرِكَ وَالْوِزْرَ عَلَيْكَ.

وَإِنَّك إِذَا عَقَدْتَ قَلْبَكَ بِالْمَالِ مَنَعْتَهُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى، وَدَخَلَ فِيكَ خَشْيَةَ الْفَقْرِ وَأَطَعْتَ الشَّيْطَانَ.

وَالثَّالِثُ: اتْرُكْ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ.

فَإِنَّ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ بِمَنْزِلَةِ الشَّاهِدِ، يَضْطَرِبُ عِنْدَ الشَّبُهَةِ وَيَهْرَبُ مِنَ الْحَرَامِ وَيَسْكُنُ عِنْدَ الْحَلَالِ.

وَالرَّابِعُ: لَا تَعْمَلْ شَيْئًا حَتَّى تَحْكُمَ الْإِجَابَةُ.

<<  <   >  >>