للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَمَّا إِذَا أَخَذَ الْعُلَمَاءُ مِنَ الْحَرَامِ، فَيَقْتَدِي بِهِمُ الْجُهَّالُ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهُ حَلَالٌ، فَيَكْفُرُونَ إِذَا اسْتَحَلُّوا الْحَرَامَ.

وَيُقَالُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَعَلَّقَ الْجُهَّالُ بِالْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ: أَنْتُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ، فَلِمَ لَا تَدُلُّونَا، وَلَمْ تَنْهَوْنَا حَتَّى وَقَعْنَا فِيمَا وَقَعْنَا.

٦٧٨ - وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: «الْعَالِمُ إِذَا فَسَدَ» .

وَيُقَالُ: إِذَا فَسَدَ الْعَالِمُ فَسَدَ لِفَسَادِهِ الْعَالِمُ.

وَرُوِيَ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: أَدُّوا زَكَاةَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ.

قَالُوا: كَيْفَ نُؤَدِّي زَكَاتَهَا؟ قَالَ: اعْمَلُوا مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: تَعَلُّمُ الْعِلْمِ فِي زَمَانِنَا تُهْمَةٌ، وَالِاسْتِمَاعُ مُؤَانَسَةٌ، وَالْقَوْلُ بِهِ شَهْوَةٌ، وَالْعَمَلُ بِهِ نَزْعُ النَّفْسِ.

٦٧٩ - وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِأَرْبَعٍ دَخَلَ النَّارَ: لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يُقْبِلَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَوْ يَأْخُذَ بِهِ مِنَ الْأُمَرَاءِ الْمَالَ وَالْحُرْمَةَ وَالْجَاهَ وَالْمَنْزِلَةَ " وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَوَّلُ الْعِلْمِ: الصَّمْتُ، وَالثَّانِي: الِاسْتِمَاعُ.

وَالثَّالِثُ: الْحِفْظُ.

وَالرَّابِعُ: الْعَمَلُ بِهِ.

وَالْخَامِسُ: نَشْرُهُ.

وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كُنْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا، أَوْ مُسْتَمِعًا، وَلَا تَكُنِ الرَّابِعَ فَتَهْلِكْ.

يَعْنِي مِمَّنْ لَا يَعْلَمُ، وَلَا يَتَعَلَّمُ، وَلَا يَسْتَمِعُ.

وَيُقَالَ: الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ: أَوَّلُهَا: عَالِمٌ بِاللَّهِ وَعَالَمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ.

وَالثَّانِي: عَالِمٌ بِاللَّهِ وَلَيْسَ عَالِمًا بِأَمْرِ اللَّهِ،

<<  <   >  >>