للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»

٩١٢ - وَرَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ: «عُودُوا الْمَرْضَى، وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ تُذَكِّرُكُمُ الْآخِرَةَ» وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى أُنَاسٍ يَتَرَحَّمُونَ عَلَى مَيِّتٍ خَلْفَ جِنَازَةٍ، فَقَالَ: لَوْ تَرْحَمُونَ أَنْفُسَكُمْ لَكَانَ خَيْرًا لَكُمْ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ مَاتَ، وَنَجَا مِنْ ثَلَاثَةِ أَهْوَالٍ، أَحَدُهَا: رُؤْيَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ، وَالثَّانِي: مَرَارَةُ الْمَوْتِ، وَالثَّالِثُ: خَوْفُ الْخَاتِمَةِ قَالَ: وَسَمِعَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، رَجُلًا يَقُولُ خَلْفَ جِنَازَةٍ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ هَذَا أَنْتَ؟ فَإِنْ كَرِهْتَ فَأَنَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠] .

وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَأْكُلُ فِي الْمَقَابِرِ، فَقَالَ: هَذَا مُنَافِقٌ الْمَوْتُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَشْتَهِي الطَّعَامَ.

وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: يَا عَجَبًا كُلَّ الْعَجَبِ مِنْ قَوْمٍ أُمِرُوا بِالزَّادِ، وَنُودُوا بِالرَّحِيلِ، وَقَدْ جَلَسَ أَوَّلُهُمْ لَآخِرِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ يَلْعَبُونَ، أَوْ قَالَ: جَلَسَ أَوَائِلُهُمْ وَهُمْ يَلْعَبُونَ.

وَرُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ مَا رَأَى مَيِّتًا، إِلَّا كَأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ دَفْنِ أُمِّهِ.

وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ , أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَ آمِنًا وَلَا يَكُونُ مَحْزُونًا خَائِفًا يُخَافُ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ: «قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ» .

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ: يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ، إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ وَبِحُزْنِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا

<<  <   >  >>