للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمعت غير واحد من جيرانه وأصحابه يزعمون أنّهم ما زالوا يعلمون به وضحا، إلّا أن الوضح يزيد ولا يقف.

وقد ذكرنا شأن عمرو بن هدّاب والذي حضرنا من مناقبه في كتاب العميان [١] ، فلذلك لم نذكره في هذا الباب.

حدّثني عليّ بن رياح بن شبيب الجوهريّ، عن أبيه رياح، وكان خاصّا بالبرامكة، يدخل عليهم متى أحبّ، وكان يصل إلى مواضع لا يكاد يصل إليها الخاصّ عندهم- قال: دعاني يوما جعفر بن يحيى وهو كئيب حزين، خاشع الطّرف، شديد الانكسار، فرفع لي عن بطنه، فإذا على بطنه، مقدار الدّرهم برص فقال: يا أبا علي، هذا ثمر العقوق! قال: وكان الذي بينه وبين أبيه قد ساء.

قالوا: وهذا شيء أخذه جعفر بن يحيى عن أطبّاء الهند. وأطبّاء الهند تزعم أن العقوق يورث البرص. وهذه القضيّة مجانبة لسبيل الطبّ.

وآفات الدنيا كثيرة، وأمراضها الشّداد معروفة المقادير عند الأطبّاء.

وقد بيّنوا المستغلق العضال الموئس، من غير ذلك، فقالوا في مثل الجذام والبرص العتيق [٢] والسرطان. قال جالينوس السرطان لا يبرأ، فإن برأ فإنّه لم يكن سرطانا. والماء الأصفر، والقروح التي تكون في الكلية والمثانة،


[١] ذكر أبو أسيد الساعدي، وهو عمرو بن هدّاب، في ما جاء في ذكر العميان، معزوا إلى الهيثم بن عدي في أواخر الكتاب، وليس فيه كلام مفصل عن عمرو بن هداب، ولا ذكر لمناقبه. ولعل هذا دليل على حدوث خرم في نسخة الكتاب.
[٢] العتيق، يعني به القديم. وانظر ما سيأتي بعد أربعة أسطر.

<<  <   >  >>