للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكلن حمضا فالوجوه شيب ... شربن حتّى نزح القليب [١]

والمرأة الجميلة الرقيقة اللون إذا كان العشيّ ضرب لونها إلى الصّفرة. وبالغداة يضرب لونها إلى البياض.

قال الأعشى [٢] :

بيضاء ضحوتها وصف ... راء العشيّة كالعراره [٣]

وقال الآخر:

قد علمت بيضاء صفراء الأصل [٤]

وأحسن ما تكون المرأة وأرقّ ما تكون لونا، وأعتق وجها، وأدقّ محاسن [٥] في نفاسها، وغبّ ليلة عرسها.

وأطيب ما تكون خلوة إذا رقصت في مناحة، أو تعبت من طول سير. وأنشد ابن الأعرابيّ لرجل قال لامرأته:


[١] الرجز في الحيوان ١: ٣٤٩ وكتاب الإبل للأصمعي ٧٧. والحمض، بالفتح: كل نبت فيه ملوحة. والخلة: ما كان حلوا. والعرب تقول: «الخلة حبز الإبل والحمض فاكهتها» والقليب: البئر قبل أن تطوى بالحجارة، فإذا طويت فهي طويّ. نزح الماء: قلّ أو نفذ.
[٢] ديوانه ١١١، واللسان (عرر ٢٣٥) ، والبيان ١: ٢٢٥، والكامل ٤٩٨، والعقد ٦: ١١٦.
[٣] العرارة: واحدة العرارة، وهو بهار البر، وهو نبت طيب الريح.
[٤] الأصل: جمع أصيل، وهو العشيّ. وفي السيرة ٨٣٩: «الإطل» وهي الخاصرة، مع نسبة الرجز إلى غلام من بني جذيمة، من بني مساحق، حين سمع بمقدم خالد بن الوليد يوم الفتح. والجاحظ إنما يعني رواية «الأصل» ، التى عناها أيضا في البيان.
[٥] في الأصل: «محاسنا» .

<<  <   >  >>