للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا ترى إلى قول أبي الطيب المتنبي وقول الشريف الرضي، فقال أبو الطيب:

إني على شغفي بما في خمرها ... لأعف عما في سرا ويلاتها١

وقول الشريف الرضي:

أحن إلي ما تضمن الخمر والحلى ... وأصدف عما في ضمان المآزر٢

فالمعنى واحد، والعبارة مختلفة في الحسن والقبح.

وهذه السرقات وهي ستة عشر نوعا لا يكاد يخرج عنها شيء، وإذا أنصف الناظر في الذي أتيت به ههنا علم أني قد ذكرت ما لم يذكره غيري، وأنا أسأل الله التوفيق لأن أكون لفضله شكورا، وألا أكون مختالا فخورا.

وإذ فرغت من تصنيف هذا الكتاب وحررت القول في تفصيل أقسام الفصاحة والبلاغة والكشف عن دقائقهما وحقائقهما، فينبغي أن أختمه بذكر فضليهما فأقول:

اعلم أن هذا الفن هو أشرف الفضائل وأعلاها درجة، ولولا ذلك لما فخر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة مواقف، فقال تارة: "أنا أفصح من نطق بالضاد" وقال تارة: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث في قومه بعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم،


١ من قصيدته في مدح أبي أيوب أحمد بن عمران التي مطلعها:
سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها
"الديوان ١/ ٢٥٧".
٢ الديوان ٣٤٣ وفي الديوان "يحن، ويصدف".

<<  <  ج: ص:  >  >>