ومن ذلك ما أنشدناه لنفسه:
العقد والفصد والورود … والفرق والجمع والشهود
والسكر والصحو والوجود … والهجر والطمس والخمود
هذي جميعا صفات قوم … أضحوا ملوكا وهم عبيد
ومنه ما أنشدناه:
هي النوائب والأحداث والعبر … والدهر كالنحل فيه الشهد والإبر
عدات دهرك بالتأييد كاذبة … يرى الشراب شرابا من به وحر
مستك نفسك إن تبقى على أمل … من الخبير بما يأتي به القدر
والليل حبلى وللميلاد آذنة … وما سيولد لا يدري به البشر
فرب ليل بطيب الأنس مفتتح … بضدّ أوّله يأتي به السحر
ومن أشعاره قوله:
وإذا سقيت من المحبّة مصّة … القيت من فرط الخمار خماري
كم سب فصدا ثمّ لاح عذاره … فخلعت من ذاك العذار عذاري
ومن أفراد قوله:
ما خضابي بياض شعري إلاّ … حذرا أن يقال: شيخ خليع
[٥٨ ب] وله أيضا:
ولي همّة فوق السماك مطارها … وإن كان نفسي في الحضيض قرارها
بلباكوى ملى! الناس عرف مطامع … إذا ما اشتهت نفسي الذي فيه عارها
طلع الصباح فلات حين سراح … واتى اليقين فلات حين حجاج
حصل الذي كنّا نؤمل نيله … من عقد ألوية وحلّ رتاج
فالبعد موض بالدموع حنامه … والرحل الد سحله بعباج!
قد حان أيّام السرور فحيهلا … لهواكم الاحزاب بالازعاج
حل المدام فخلّ نسكك جانبا … واستوص في الرقباء بالاحراج
وله:
عندي مقيم وعند الناس منقرض … والاسر في العبد لا في العبد مفترض