للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تحسبوه مات شخصا واحدا ... قد عمّ «١» كلّ العالمين مماته

ملك عن الإسلام كان محاميّا ... أبدا لماذا أسلمته حماته

قد أظلمت مذ غاب عنّا دوره ... لمّا خلت من بدره داراته

دفن السماح فليس تنشر بعدما ... أودى إلى يوم النشور رفاته

الدين بعد أبى المظفّر يوسف ... أقوت «٢» قراه وأقفرت ساحاته

بحر خلا من وارديه ولم تزل ... محفوفة بوروده حافاته

من لليتامى والأرامل راحم ... متعطّف مفضوضة صدقاته

لو كان فى عصر النّبيّ لأنزلت ... فى ذكره من ذكره آياته

بكت الصوارم والصواهل إذ خلت ... من سلّها «٣» وركوبها عزماته

يا وحشة الإسلام حين تمكّنت ... من كلّ قلب مؤمن روعاته

يا راعيا للدين حين تمكنت ... منه الذئاب وأسلمته رعاته

ما كان ضرّك لو أقمت مراعيا ... دينا تولّى مذ رحلت ولاته

فارقت ملكا غير باق متعبا ... ووصلت ملكا باقيا راحاته

فعلى صلاح الدين يوسف دائما ... رضوان ربّ العرش بل صلواته «٤»