للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الباب عن علي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحَوْراء السعدي، واسمه رَبِيعة بن شَيْبان، ولا نعرف عن النبي في القنوت شيئا أحسن من هذا) (١).

قلت: والشاهد من هذا أن هذا الخبر لم يصححه أبو عيسى مع ثقة رجاله، فقد رواه عن بريد جمعٌ، وبريد ثقة، وكذا ربيعة بن شيبان.

لكن قد يكون عدم تصحيحه له بسبب متنه، فإنه قد جاء فيه ذكر القنوت، والأصح من هذا ما رواه شعبة، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء، أخرجه أحمد (٢) وغيره.

قال ابن خزيمة: (وهذا الخبر رواه شعبة بن الحجاج، عن بريد بن أبي مريم في قصة الدعاء، ولم يذكر القنوت ولا الوتر .. ، وشعبة أحفظُ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يُعلم أسمع هذا الخبر من بريد أو دلسه عنه، اللهم إلا أن يكون كما يدّعي بعض علمائنا: أن كل ما رواه يونس، عن من روى عنه أبوه أبو إسحاق؛ هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه، ولو ثبت الخبر عن النبي أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر؛ لم يَجُز عندي مخالفة خبر النبي ، ولست أعلمه ثابتا) (٣).


(١) "جامع الترمذي" (٤٦٨).
(٢) "مسند أحمد" (١٧٢٣)، وأخرجه ابن خزيمة (١٠٩٦)، وابن حبان (٩٤٥)، من طرق عن شعبة به.
(٣) "صحيح ابن خزيمة" (٢/ ٢٧٦ - ١٧٨)، وقال البزار (١٣٣٧): (ولم يقل شعبة: في قنوت الوتر). وينظر: "إتحاف المهرة" لابن حجر (٤/ ٢٩٤ - ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>