للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم) (١) لقد آخى - صلى الله عليه وسلم - بين صحابته .. فماهت الأرواح بالأرواح ..

ها هو أبو عبيدة يمسك بيد أخيه .. نسأل أنسًا مرة أخرى فيجيب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد (آخى بين أبي عبيدة بن الجراح وبين أبي طلحة) (٢).

ونسأل أنسًا رضي الله عنه: من هذا الذي يلح ويلح على عبد الرحمن ابن عوف فيقول رضي الله عنه:

(إن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة، فآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري .. فقال له سعد:

أي أخي .. أنا أكثر أهل المدينة مالًا .. فانظر شطر مالي فخذه .. وتحتي امرأتان .. فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها.

فقال عبد الرحمن:

بارك الله لك في أهلك ومالك .. دلوني على السوق .. فدلوه .. فذهب .. فاشترى وباع فربح .. فجاء بشيء من أقط وسمن. ثم لبث ما شاء الله أن يلبث .. فجاء وعليه ودع زعفران .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهيم؟ " فقال:

يا رسول الله تزوجت امرأة .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما أصدقتها؟ " قال: وزن نواة من ذهب .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْلِمْ ولو شاة".

قال عبد الرحمن: فلقد رأيتني ولو رفعت حجرًا لرجوت أن أصيب ذهبًا وفضة) (٣).


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٤٥٨٠).
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم (مؤاخاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه).
(٣) سنده صحيح. رواه الإِمام أحمد (سيرة ابن كثير ٢/ ٣٢٧) حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت وحميد عن أنس، عفان بن مسلم ثقة ثبت من رجال الشيخين (التقريب =

<<  <  ج: ص:  >  >>