للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ ورش {أَوْمِتُّمْ ...... وَلَئِن مِتُّمْ} بكسر الميم, وقرأ حفص بضم الميم، ووافق ورشاً في جميع القرآن إلا في هذين فقط (١)، وهما لغتان: إحداهما فعل يفعل مثل مات يموت مثل قام يقوم، والأخرى فعل يفعل نحو مات يَماتُ، مثل خاف يخاف، واللغتان صحيحتان، فمن ضم الميم فهي اللغة المشهورة، ومن قرأ بالكسرة فهي لغة أهل الحجاز، يقولون متم من مات يمات (٢).

قوله تعالى: {خَيْرٌ مِّمّا تَجْمَعُونَ} {خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} {١٥٧}

قرأ ورش {تَجْمَعُونَ} بالتاء أي من أعراض الدنيا التي تتركون الجهاد لجمعها، بناء على قوله: {وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ} (٣).

وقرأ حفص {يَجْمَعُونَ} بالياء بناء على {لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} ومعناه خير مما يجمع غيركم ممن تركوا الجهاد لجمعه (٤).

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلّ} {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يُغَلّ} {١٦١}

قرأ ورش {يُغَلّ} بضم الياء وفتح الغين على ما لم يسم فاعله، ومعناه ليس لأحد أن يخون النبي / في الغنيمة (٥).


(١) - أبو معشر الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص٢٣٧. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج٢/ص٣٨٨.
(٢) - المهدوي، شرح الهداية. ج١/ ٢٣٤. وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج١/ص٣٩٤.
(٣) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص ٢١٩. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج١/ص١٧٨. القيسي, الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج١ /ص٣٦٢.
(٤) - ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج١/ص٤٨٥. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج١/ص١٧٦.
(٥) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص ٢٥٠. وأبو حيان، البحر المحيط. ج٣/ص١٠٦.

<<  <   >  >>