للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيتُ رسول الله صائمًا العَشْرَ قَطُّ" وفي لفظ لمسلم؛ (١) "لم يُر" رسولُ الله صائمًا العشر قط".

قال بعضُ الحفاظ: يحتمل أن تكونَ عائشة لم تعلم بصيامه ، فإنه كان يقسم لتسع نسوة، فلعله لم يتفق صيامه في يومها؛ وينبغي أن تقرأ (لم نَرَ) مبينًا للفاعل لتتفق الروايتان على أن حديثَ المُثْبِتِ أولى مِن حديثِ النافي، وقيل: إذا تساويا في الصحة يؤخذُ بحديث هنيدة، لكنه لا يُقاوم إسناد حديث عائشة (٢).

[استدراكها صلاة النبي بالليل في رمضان وغيره]

أخرجَ الشيخان (٣) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن


(١) الحديث لم يرد بهذا اللفظ في صحيح مسلم وإن عزاه المؤلف إليه. واللفظ الثاني في هذا الباب عند مسلم: أن النبي لم يصم العشر (٢٧٩٠).
قال الترمذي بعد رواية حديث الأسود عن عائشة: هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة. وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم: أن النبي لم يُرَ صائمًا في العشر، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨١٢٧) عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال: حدثت أن رسول الله لم يُرَ صائمًا في العشر قط، وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده برقم (١٥٠٦).
(٢) قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ٨/ ٧١: قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة.
(٣) أخرجه البخاري في التهجد باب قيام النبي بالليل في رمضان وغيره (١١٤٧) و (٢٠١٣) و (٣٥٦٩) ومسلم في صلاة المسافرين باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة (١٧٢٣) وأحمد برقم (٢٤٤٤٦).