للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأندلسيّ، القرطبيّ.

كان فقيها عالما زاهدا ورعا.

سمع من يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسّان، وعون بن يوسف. ورحل فسمع من يحيى بن بكير، وأبي الطاهر ابن السرح، وسحنون بن سعيد.

وكان مقدّما في الفتيا، حدّث عنه الناس. وأخذ القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش. وروى عنه كتابه الذي جمعه في قراءة نافع [وحمزة]. وكان حافظا للفقه، بصيرا بالحديث.

روى القراءة عنه أصبغ بن مالك الزاهد.

وقال أحمد بن خالد: ما رأيت أزهد منه ولا أوقر مجلسا. كان لا يذكر في مجلسه شيء من أمر الدنيا إلّا القرآن والعلم.

وكان مقرئا للقرآن، رأسا فيه، مهيبا، لا يقدر أحد أن يتحدّث بين يديه. وكان الناس في مجلسه سواء، يقعد الملوك وغيرهم حيث انتهى بهم المجلس.

توفّي بطليطلة ليلة الخميس لثمان مضين من ربيع الآخر سنة أربع وسبعين (١) ومائتين- وقيل سنة ثلاث وسبعين.

٣٤١ - ابن هراوة القفصيّ [- ٦٠٩] (٢)

إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، من قفصة بالمغرب، ابن هراوة الشافعيّ، أبو إسحاق، القفصيّ.

تفقّه على مذهب الشافعيّ، وسمع بمصر من أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحيّ، وأبي

القاسم بن عليّ بن عثمان، وأبي الرضا عبد الله بن أبي محمد بن يعلى الشافعيّ.

وبدمشق [من] القاسم بن عليّ بن عساكر، [٥٩ أ] وأبي اليمن الكنديّ (٣) في آخرين.

توفّي في أحد الربيعين سنة تسع وستّمائة بدمشق.

٣٤٢ - ابن زقّاعة الصوفيّ [٧٤٥ - ٨١٦] (٤)

إبراهيم بن محمد بن بهادر بن عبد الله، الشيخ برهان الدين ابن زقّاعة، الغزّيّ، الشافعيّ.

ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وعانى الخياطة. وأخذ القراءات عن شمس الدين الحكريّ، والفقه عن بدر الدين القونويّ، والتصوّف عن الشيخ عمر حفيد عبد القادر [الجيليّ].

وسمع الحديث من نور الدين الفوّيّ، وغيره.

ونظر في النجوم وعلم الحرف.

وقال الشعر.

وعرف الأعشاب، وتجرّد وساح في الأرض زمانا واشتهر بفقره، ونفقت له بها سوق حتّى طلبه الظاهر برقوق وارتبط على اعتقاده وأجلّه، وصار يستدعيه كلّ عام لحضور المولد النبويّ. فطار ذكره وبعد صيته مدّة سنين.

ثم انحلّ عنه قليلا. فلمّا استبدّ الناصر فرج بن برقوق تخصّص به حتى قتل. فمقته المؤيّد شيخ


(١) وتسعين في غاية النهاية.
(٢) المنذريّ ٣/ ٢٤٧ (١٢٣٧). أبو شامة ٨٢.
(٣) في المخطوط: الكنعيّ، والإصلاح من التكملة.
(٤) درر العقود ١/ ٥٣ (رقم ١) - جامع كرامات الأولياء ١/ ٢٤٢، وفيه ضبط «ابن زقاعة» بضمّ وتشديد- النجوم الزاهرة ١٣/ ١٣٦. الضوء اللامع ١/ ١٣٠، وهي ترجمة طويلة فيها بعض النقول عن ترجمة ابن زقاعة في درر العقود الفريدة. هدية العارفين ١/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>