للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من يَنْبُوعِ غَوْر، قَوَاعِدُه من (الوَفْيَة رَبْوات) (a). وعَنَاصِرُ النَّارِ وعَنَاصِرُ الرِّيحِ الشَّديد المُظْلِمَة، وغِيَاض المَاء الثَّقيل (b) . والظُّلْمَةُ مُجَاوِرَةٌ لتلك (c) الأرْض النَّيِّرَة فَوْق، وتِلْك أسْفَل، لا نِهَايَة لَوَاحِدٍ منها في جِهَةِ العُلُوّ، والظُّلْمَةُ من جِهَة السَّفْل (١).

كَيْفَ يَنْبَغِي للإِنْسَانِ أَنْ يَدْخُلَ فِي الدِّينِ

قال: يَنْبَغِي للذي يُرِيدُ الدَّخُول في الدِّين أنْ يَمْتَحِنَ نَفْسه، فإِنْ رَآهَا تَقْدِرُ على قَمْعِ الشَّهْوَةِ والحِرْصِ، وتَرْكِ أكْلِ اللُّحْمَان وشُرْبِ الخَمْرِ والتَّنَاكُح، وتَرْكِ أَذِيَّة الماء والنَّار والشَّجَر والنَّبَات، فليَدْخُل في الدِّين. وإنْ لم يَقْدِر على ذلك كُلِّه فلا يَدْخُل في الدِّين. وإن كان يُحِبُّ الدِّين، ولم يَقْدِر على قَمْعِ الشَّهْوَة والحِرْص، فليَغْتَنِم حِفْظَ الدِّين والصِّدِّيقين. وليَكُن له بإزَاءِ أَفْعَالِهِ القَبِيحَة أَوْقَاتٌ يَتَجَرَّدُ فِيها للعَمَل والبِرِّ والتَّهَجُّد والمَسْأَلَة والتَّضَرُّع، فإنَّ ذلك يَدْفَعُهُ في عَاجِلِهِ وآجِلِه وتكُون صُورَتُه الصُّورَةَ الثَّانِيَة في المَعَاد، ونحن نَذْكُرُها فيما بَعْد، إِنْ شَاءَ الله.

الشَّرِيعَةُ التي جَاءَ بِهَا مَانِي وَالفَرَائِضُ التِي فَرَضَهَا

فَرَضَ مَاني على أَصْحَابِهِ عَشْرَ فَرَائِض على السَّمَّاعِين، ويَتْبَعَها ثَلاثُ خَوَاتِيم، وصِيَامُ سَبْعَة أَيَّامٍ أَبَدًا في كلِّ شَهْر. فالفَرَائِضُ هي: الإِيمَانُ بالعَظَائِمِ الأَرْبَعَ: الله ونُورُه وقُوَّتُه وحِكْمَتُه. فالله - جَلَّ اسْمُهُ - مَلِكُ جِنَانِ النُّور، ونُورُه الشَّمْسُ والقَمَر، وقُوَّتُه الأَمْلاكُ الخَمْسَة، وهي: النَّسِيمُ والرِّيحُ والنُّورُ والمَاءُ والنَّارُ، وحِكْمَتُه، الدِّينُ المُقَدَّس، وهو على خَمْسَة مَعَاني: المُعَلِّمِين، أَبْنَاء الحِلْم،


(a) كذا بالأصْل.
(b) الأصْل: القيل.
(c) الأصْل: لتنبك.