للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرقيونية في جميع الأحوال إلَّا في النِّكاح والذَّبَائِح. ويَرْعُمُون أن المعدل بين النُّور والظُّلْمَةِ هو المسيح، ولا يُعْرَفُ من أَمْرِهِم غير هَذَا (١).

< المَقَالَةُ> الجَنْجِيِّين

هؤلاء أصْحَابُ جَنْجِي الجَوْحَانِي (٢). وكان هذا الرَّجُل يَعْبُدُ الأَصْنَامَ، ويَضْرِبُ بالزَّنْجليج في بَيْتِ الوَثَن. فتَرَكَ ذلك المَذْهَب وعَدَلَ إِلَى مَذْهَبِ ابْتَدَعَه. وزَعَم أَنَّ هاهنا شيئًا كان قَبْلَ النُّور والظُّلْمَة. وأنَّه كان في الظُّلْمَة صُوَرَتان: ذَكَرٌ وأَنْثَى. قال: فكان مع زَوْجَتِهِ في الظُّلْمَة. قال: فظَهَرَ للأُنْثَى نُورٌ وسَرَقَ قَليلا من النُّور، عَالم الأَحْيَاء فَتَحَرَّكَت كالدُّودَة، وارْتَفَعَت، فقبلها النُّورُ وَالْبَسَهَا شَيْئًا من نُورِه، ثم إِنَّهَا فَارَقَتْهُ وسَرَقَت منه نُورًا ورَجَعَتْ إِلى مَوْضِعها، فَخَلَقَت النور الذي سَرَقَت، من الذي ألْبَسَها النُّور، السَّمَاءَ والجمال والأرْضَ وسائر الأشياء. ويَزْعُمُون أَنَّ النَّارَ هي مَلِكَة العَالَم، وأشْيَاء نَسْتَغْفِرُ الله من ذِكْرِهَا. ولا نَعْرِفُ لهم كتابا.

مَقَالَةُ خِسْرُو الْأَرْزُومَقَان

هذا أيضًا من جُوخَى (٣)، من قَرْيَة على النَّهْرَوَان، وكان أَصْحَابُه يَتَفَاخَرُون باللِّباس والزِّيِّ، وكان يأمُرُهُم بذلك. ويَزْعُم أَنَّ النُّورَ كان حَيًّا لم يَزَل، وأَنَّه كان نَائِمًا فَغَشِيَتْهُ الظُّلْمَةُ وأَخَذَت منه نُورًا، وعَادَت إلى مَوْضِعِها. فَأَرْسَلَ إليها بِإِله خَلَقَه وسَمَّاه ابن الأحياء، وقال: "امض وائْتِني بما أَخَذَت الظُّلْمَةُ مِنِّي من النُّور،


(١) راجع القاضي عبد الجبار: المغني ٥: ١٨.
(٢) جَوْخَانَ. بُلَيْدَة قُرب الطيب من نواحي الأهواز (ياقوت الحموي: معجم البلدان ١٧٩:٢)، والطِّيبُ بُلَيْدَة بين وَاسِط وخُوزستان أهْلُها نَبَط (نفسه ٥٢:٤ - ٥٣).
(٣) جوخى (جوخا). انظر فيما تقدم ٣٧٩.