للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نسخة المكتبة الوطنية الفرنسية]

ومن الممكن أن يكون تأريخُ المُقَابَلَة هو تأريخَ نَسْخِ النُّسْخَة أو بعده بقَليل.

وانْفَرَدَت هذه النُّسْخَةُ بكثيرٍ من الزِّيَادَات والإضَافَات التي مَلأت مَوَاضِع الفَرَاغَات التي بَيَّضَ لها النَّديمُ في دُسْتُورِه، كما أضَافَت تَرَاجِمَ لم يكتبها النَّديمُ لأَفْرَادٍ عَاشُوا أَو كَتَبُوا بعد التَّاريخ الذي انتهى فيه النَّديمُ من تَحْرِير كتابه، وبَعْضُها تَكَرَّر في أكثر من مَوْضِع أَثْبَتُّها جَمِيعًا بين مَعْقُوفَتَيْن [. . . .]. وقد رَجَّحْتُ أَنَّ هذه النُّسْخَة تَضَمَّنَت الإضَافَات والزِّيَادَات التي قَامَ بها الوَزِيرُ أبو القاسم المَغْربي [فيما تقدم ٥، ٧١]، وهي الإضَافَاتُ التي فَتَحَت البَابَ أَمَامَ البَاحِثين لطَرْح افْتِرَاضَاتٍ حَوْلَ تأريخ وَفَاة النَّديم، وأن يكون قد أضَافَ بنفسه إلى نُسْخَتِه هذه الإضافات التي يَتَرَاوَحُ تأريخُ بعضها بين سنتي ٣٨٤ هـ / ٩٩٤ م و ٤١٢ هـ / ١٠٢١ م.

ولم يَعْتَمِد الأصْلُ الذي نُقِلَت منه هذه النُّسْخَة على دُسْتُور المُؤَلِّف، حَيْثُ أَخَلَّ بالكثير من العِبَارَات المَوْجُودَة فيه والتي لم أرَ ضَرُورَةً للإِشَارَة إليها، مُكْتَفِيًا فقط بِإِثْبَات الزِّيَادَات والإضَافَات التي زَادَتها هذه النُّسْخَة على دُسْتُور المُؤَلِّف بين مَعْقُوفتين [].

وتَتَّفِقُ النُّقُولُ المَوْجَودَةُ عند كلٍّ من ياقُوتٍ الحَمَوِي وابن خَلِّكان مع نَصٍّ هذه النُّسْخَة.

وكانت هذه النُّسْخَةُ، قَبْلَ اسْتِقْرَارها في المكتبة الوَطَنِيَّة الفرنسية، في مِصْر، فقد جَاءَ على الهَامِش الأيْسَر لظَهْرِيَّتِها: "مَلَكَهُ من فَضْل الله تعالى محمدُ بن أحمد بن الفُرَات، ثم بِعْتُه للشَّيْخ شَمْسِ الدِّين المَجْدِ الأَقْفَهْسي وقَبَضْتُ ثَمَنَهُ منه … وكَتَبَ محمد بن أحمد بن الفُرَات". وأسْفَل هذه العِبَارَة عِبَارَةٌ أُخْرَى نَصُّها: "من نِعَم الله على عَبْدِهِ أحمد بن الفَخَّار الحَنْبَلي" وأَسْفَلها: "طالَعَهُ محمَّد بن علي الدَّاوُدي"، وهو صاحِبُ كتاب "طبقات المُفَسِّرين".

وجَاءَ على الهَامِش الدَّاخِلي الأسْفَل لظَهْرِيَّة الكتاب بطُوله: "طالَعَهُ العَبْدُ الفَقِيرُ إلى الله تعالى إبراهيم بن محمد بن دُقْمَاق، عَفَا الله عنه ورَحِمَهُ آمين".

<<  <  ج: ص:  >  >>