للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المَشْرِق. وحَكَى أنَّ لهم هذه الصُّورَة بأرْبَعَة أوجه، قد عُمِلَت بهَنْدَسَةٍ ودِقَّةِ صَنْعة، حتى من أيّ مَوْضِعٍ اسْتَقْبَلُوهَا رَأَوْا الوَجْهَ كَامِلًا وصَفْحَتَه صَحِيحَة لا يغيب عنهم منها شيءٌ بَتَّةً. وقيل إنَّ الصَّنَمَ الذي بالمُولْتَان هذه صُورَتُه (a) .

المَهَاكَالِيَّة

من خَطِّ الكِنْدِيّ (b)

لهم صَنَمٌ يُقَالُ له مَهَا كَال. وله أَرْبَعُ أَيْدِي، وَلَوْنُه أَسْمَانْجُونِي، كَثِيرُ شَعْرِ الرَّأْس سَبْطُه، كاشِرُ الأَسْنَانِ كَاشِفُ البَطْن، على ظَهْرِهِ جِلْدُ فِيلٍ يَقْطُرُ منه الدَّمُ، قد عَقَدَ بجِلْدِ يَدَي الفيل بين يَدَيْه، وبإحْدَى يَدَيْهِ ثُعْبَانٌ عَظِيمٌ فَاغِرٌ فَاهُ. وبالأخرَى عَصًا وبالثَّالِثَة رأسُ إنْسَانٍ، واليدُ الرَّابِعَة قد رَفَعَها. وفي أُذُنَيْه حَيَّتَان كالقُرْطَيْن وعلى جَسَدِهِ ثُعْبانَانِ عَظِيمَان قد الْتَفَّا عليه. وعلى رَأسِه إكْليلٌ من عِظَام القَحْفِ وعليه من ذلك قِلادَة. ويَزْعُمُون أَنَّه عِفْرِيتٌ من الشَّيَاطِين يَسْتَحِقّ العِبَادَة لعَظِيم قَدْرِه واسْتِحْقَاقِه الخِصَالَ المَحْمُودَة المَحْبُوبَة والمَذْمُومَة المَكْرُوهَة، من العَطِيَّة والمنع والإحْسَان والإساءَة، وأنَّه المَفْزَع لهم في الشَّدائِد (c) .

ومنهم أَهْلُ مِلَّةِ الدِّينَكتَبيَّة وهم عُبَّادُ الشَّمْس

قد اتَّخَذُوا إِلَاهًا لها صَنَمًا على عَجَل، وقَوَائِمُ العَجَلَة أَرْبَعَة أَفْرَاس، وبيَدِ الصَّنَم جَوْهَرٌ على لَوْنِ النَّارِ. ويَزْعُمُون أَنَّ الشَّمْسَ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَة يَسْتَحِقُّ العِبَادَة


(a) يُوجَدُ بعد ذلك في الأصْل بياض ثلاثة أسطر وكذلك في ليدن.
(b) مضافة في الهامش بخط النُّسْخَة، وبجوارها: صح.
(c) بعد ذلك في الأصْل بياض أربعة أسطر.