للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهَاوُن فقط، ومَوْضع قُبَّتِه بني للحَلِّ والعَقْد. هذا في أَيَّامٍ عِزّ الدَّوْلَة بن مُعِزّ الدَّوْلَة (١). وقال لي أبو أسْبَكْتَكين دَسْتَارْدَار: إنَّه هو الذي خَرَج لتَسَلُّم ذلك.

وقال جَمَاعَةٌ من أهل العِلْم وأكابر الوَرَّاقِين: إنَّ هذا الرَّجُل - يَعْنِي جَابِرًا - لا أصْلَ له ولا حَقِيقَة، وبَعْضُهم قال: إنَّه ما صَنَّفَ، وإن كان له حَقِيقَة إِلَّا "كِتَاب الرَّحْمَة"، وإِنَّ هذه المُصَنَّفَات صَنَّفَها النَّاسُ ونَحَلُوهُ إيَّاها.

وأنا أقول: إنَّ رَجُلًا فَاضِلًا يَجْلِسُ ويَتْعَبُ ويُصَنِّفُ كِتَابًا يَحْتَوِي على أَلْفَيْ وَرَقَة، يُتْعِبُ قَرِيحَتَهُ وفِكْرَهُ بِإخْرَاجِه، ويُتْعِبُ يَدَهُ وحِسْمَهُ بنَسْخِه، ثم يَنْحَلُهُ لغَيْرِه - إِمَّا مَوْجُودًا أو مَعْدُومًا - ضَرْبٌ من الجَهْل، وإِنَّ ذلك لا يَسْتَمِرُّ على أَحَدٍ، ولا يَدْخُلُ تَحْته من تَحَلَّى سَاعَةً وَاحِدَةً بالعِلْم. وأَيُّ فَائِدَةٍ في هذا وأَيُّ عَائِدَة، والرَّجُلُ له حَقِيقَةٌ وأَمْرُهُ أظْهَرُ وأَشْهَرُ، وتَصْنِيفَاتُهُ أَعْظَمُ وأَكْثَر؟!

ولهذا الرَّجُل كُتُبٌ في مَذَاهِب الشِّيعَة أنا أورِدُها في مَوَاضِعها، وكُتُبٌ في مَعَانٍ شَتَّى من العُلُوم قد ذَكَرْتُها فِي مَوَاضِعِها من الكِتَابِ.

وقد قيل إِنَّ أَصْلَهُ من خُرَاسَان، والرَّازِيُّ يَقُولُ في كُتُبِه المُؤَلَّفَة في الصَّنْعَةِ: "قال أَسْتَاذُنَا أبو مُوسَى جَابِرُ بن حَيَّان".

أسْمَاءُ تَلامِذَتِه

الخِرَقيّ، الذي يُنْسَبُ إليه سِكَّةُ الخِرَقيّ بالمَدِينَة. وابن عِيَاضٍ المِصْرِيّ. والإخْمِيمِيّ (٢).

أَسْمَاءُ كُتُبِه فِي الصَّنْعَة

له "فِهْرِسْتٌ كَبِيرٌ يَحْتَوِي على جَمِيعِ ما ألَّفَ في الصَّنْعَةِ وغيرها"، وله


(١) أي بين سنتي ٣٥٦ - ٣٦٧ هـ.
(٢) F. SEZGIN، GAS IV، p. ١٣٥.