للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

< الأحْوَلُ المُحَرِّر>

وظَهَرَ رَجُلٌ يُعْرَفُ بالأَحْوَلِ المُحَرِّر من صَنَائِعِ البَرَامِكَة، عَارِفٌ بَمَعَانِي الخَطِّ وأَشْكَالِه، فتَكَلَّم على رُسُومِه وقَوانِينِه وجَعَلَه أَنْوَاعًا، وكان هَذَا الرَّجُلُ يُحَرِّرُ الكُتُبَ النَّافِذَة من السُّلْطانِ إلى مُلُوكِ الأَطْرَافِ في الطَّوَامِير، وكان في نِهايَةِ الحُرْفَة والوَسَخ، ومع ذلك سَمْحًا لا يَليقُ على شيءٍ (١).

فلمَّا رَتَّبَ الأَقْلَامَ جَعَلَ أَوَّلَهَا الأَقْلامَ الثِّقَال، فمنها: "قَلَمُ الطُّومَار"، وهو أجَلُّها، يُكْتَبُ به في طُومَارٍ تَامّ بسَعَفَةٍ، وربما كُتِبَ بقَلَمٍ. وكانت تُنْفَذُ الكُتُبُ إلى المُلُوكِ به.

ومن الأقْلَام: "قَلَمُ الثُّلْثَيْن". "قَلَمُ السِّجِلَّات". "قَلَمُ العُهُود". "قَلَمُ المُؤَامَرَات". و "قَلَمُ الأمَانَات". "قَلَمُ الدِّيَبَاج". "قَلَمُ المُدَبَّج". "قَلَمُ المُرَصَّع". "قَلَمُ التَّشَاجِي".

فلمَّا أَنْشَأ (a) ذو الرِّئَاسَتَيْن الفَضْلُ بن سَهْل اخْتَرَعَ قَلَمًا، وهو أَحْسَنُ الأقْلام، ويُعْرَفُ بـ "الرِّيَاسِيّ" ويَتَفَرَّعُ إلى عِدَّةِ أقْلام، فمن ذلك: "قَلَمُ الرِّيَاسي الكَبير". "قَلَمُ النِّصْفِ من الرِّيَاسي". "قَلَمُ الثُّلُث"، "قَلَمُ صَغيرِ النِّصْف". "قَلَمُ خَفِيفِ الثُّلُث". "قَلَمُ المُحَقَّق". "قَلَمُ المَنْثُور". "قَلَمُ الوَشْي". "قَلَمُ الرِّقَاع". "قَلَمُ المُكَاتَبَات". "قَلَمُ غُبارِ الحَلْبَة" (b). " قَلَمُ النَّرْجِس". "قَلَمُ البَياض" (٢).


(a) الأصل: نشأ.
(b) كذا بالأصل ومعجم الأدباء، وفي صبح الأعشى: الحِلْيَة.