للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للهجرة مع قيام الخلافة الفاطمية في إفريقية ومصر والخلافة الأموية في الأندلس.

ومَثَلَ كِتَابُ "الفِهْرِسْت" للنديم مَصْدَرًا لا غنى عنه لجميع المؤلفين الذين اهْتَمُّوا بذكر مُصَنَّفَات العُلَمَاء الذين عَاشُوا في القُرُونِ الأَرْبَعَة الأُولى للإِسْلام، ولم يَسْتَطيعُوا الفِكَاكَ من أَسْرِه أو أنْ يُضيفُوا إليه إلَّا في حالاتٍ قَلِيلَةٍ ونَادِرَة، كما أَنَّهم اتَّبَعُوا طَرِيقَتَهُ ومَنْهَجَهُ عند تَنَاوُلِهم العُلَمَاءَ المُصَنِّفين اللاحقين مثل ما فَعَلَ: يَاقُوتُ الحَمَوِي وجَمَالُ الدِّين القِفْطِيّ وابنُ أبي أُصَيْبَعَة وابنُ خَلْكان وابنُ أَنْجَبَ السَّاعِي وغريغوريوس ابن العِبْرِي والذَّهَبِيّ والصَّفَدِيّ وابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِي وابنُ قُطلُوبُغَا والدَّاوُدِيّ [انظر فيما يلي نُقُولَ المتأخرين من الكتاب ٦٦ - ٦٨].

٢ - مؤلِّف الكتاب

لا نَعْرِفُ الكَثِيرَ عن حَيَاةِ صَاحِبِ "الفِهْرِسْت" بعيدا عن المعلومات التي ذَكَرَها هو عن نَفْسِه ويمكننا جَمْعُها من خِلالٍ كِتَابِه. واسْمُهُ الكامل كما ذَكَرَ في صَدْرِ كُلِّ مَقَالَةٍ من المقالات العَشْرِ لِكتابه في نُسْخَةِ الأصْل: أبو الفرج محمد بن إسْحَاق بن محمد بن إسْحَاق النَّدِيم المعروف إسْحَاق بابن أبي يَعْقُوبَ الوَرَّاق. ورُبَّما يَعْني لَقَبُ النَّدِيم أَنَّه كان نَدِيما لبَعْضِ الوَقْتِ لأَحَدِ كِبَارِ رِجَالِ الدَّوْلَة في القَرْنِ الرَّابع الهجري العاشر الميلادي، رَجَّحْتُ أنْ يكون أبا القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرَّاح. ومن المؤكد أنَّ وَالِدَهُ أَبا يَعْقُوب إِسْحَاق كان وَرَّاقًا يَتَّجِرُ في الكُتُبِ في سُوقِ الوَرَّاقِين في بَغْدَاد، ويَتَّضِحُ من طَبِيعَة كِتَابِ وَلَدِه محمَّد الذي بين أَيْدِينَا أنَّ مِهْنَة الوَالِد انْتَقَلَت إلى الابن فكان هو نَفْسُه وَرَّاقًا، وهو ما قَرَّرَهُ ياقوتٌ الحموي في تَرْجَمَتِه المُوجَزَة له حين قال: "ولا أُبْعِدُ أنْ يكون قد

<<  <  ج: ص:  >  >>