للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتاب (١)، والله يُعِيْنُ بمَنِّه [وفَضْلِه].

أخْبَارُ ابن أبي طَاهِر

وهو أبو الفَضْلُ أحْمَدُ بن أبي طَاهِر، واسْمُ أبي طَاهِرٍ طَيْفُور (٢) من أَبْنَاء خُرَاسَان من أوْلادِ الدَّوْلَة، مَوْلِدُه ببَغْداد.

قال جَعْفَرُ بن حَمْدان صَاحِبُ كِتَابِ "البَاهِر" (٣): إِنَّه كان مُؤَدِّبَ كُتَّابِ عام. ثم تَخَصَّصَ وجَلَسَ في سُوقٍ الوَرَّاقين في الجانب الشَّرْقي، قال: ولم أرَ مُمَّن شُهِر بمثل ما شُهِرَ به من تَصْنِيفِ الكُتُبِ وقَوْلِ الشِّعْر، أكْثَر تَصْحِيفًا منه ولا أَبْلَدَ عِلْمًا ولا ألْحَن. ولقد أنْشَدَني شِعْرًا يَعْرِضُه عليّ في إسْحَاق بن أَيُّوب، لَحَنَ فِي بِضْعَة عشر مَوْضِعًا منه. وكان مِنْ أَسْرَقِ النَّاسِ لنِصْفِ بَيْتٍ وثُلُثِ بَيْتٍ. قال: وكذا قال لي البُحْتُرِيّ فيه، وكان مع هذا حَمِيدَ الأخْلَاق، ظَرِيفَ المُعَاشَرَة وحُلْوًا من الكهول (٤).

ومَوْلِدُه سَنَة أَرْبَعٍ ومائتين وَقتَ دُخُولِ المأمُون بَغْداد من خُرَاسَان، وتُوفِّي سَنَة ثَمانين ومائتين.


(١) هذا نصٌّ مُهِمٌّ يُوَضِّحُ فيه النَّدِيمُ مَنْهَجَهُ في سَائرِ الكتاب.
(٢) انظر في ترجمته ابن المعتز: طبقات الشعراء ٤١٦؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ٣٤٥:٥؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٣: ٨٧ - ٩٨؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٨:٧ - ١٠؛ F. ROSENTHAL، El ٢ art. Ibn Abî Tâhir Tayfur III، pp. ٧١٤ - ١٥; SHAWKAT TOORAWA، Ibn Abi Tahir Tayfur and Arabic Writerly Culture: A Ninth Century Bookman in Baghdad، New York ٢٠٠٥.
(٣) كتاب "البَاهِر في الاخْتِيَار من أشعار المُحْدَثين وبعض القُدَمَاء والسَّرِقات" لأبي القاسم جَعْفَر بن محمد بن حمدان المَوْصِلي (فيما يلي ٤٦٠).
(٤) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٨٧:٣ - ٨٨ (عن النَّديم).