للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله في ذلك كَلامٌ مَشْهُورٌ مُدَوَّنٌ يُخَاطِب المأمُون حتى أعْفَاه، وهو الذي أشَارَ عليه بأن يَسْتَوْزِرَ أَحْمَد بن أَبي خَالِد بَدَلًا منه، وكان قَبْلَ المأمْون مع الرَّشيد. ووَجَدَ عليه فَحَبَسه عند حَادِمٍ له من أجْلِ البَرَامِكَة، ولمَّا حَبَسَه كَتَبَ إِلى الرَّشيد من الحَبْسِ: [البسيط]

عَبْدُ مُقِرٌّ وَمَوْلًى سُسْتَ نِعْمَتَهُ … بما يُحَدِّثُ عَنْهُ البَدْوُ وَالحَضَرُ

أَوْقَرْتَه نِعَمًا أَتْبَعْتَهَا نِعَمًا … طَوارِفًا تَلِدًا فِي النَّاسِ تَشْتَهِرُ

وَلَمْ تَزَلَ طَاعَتِي بِالْغَيْبِ حَاضِرَةً … ما شابَهَا سَاعَةٌ غشٌّ وَلا غِيَرُ

فَإِنْ عَفَوْتَ فَشَيءٌ كُنْتُ أَعْهَدُهُ … أو انْتَصَرَت فَمِنْ مَولاك تَنْتَصِرُ

وله من الكُتُبِ: "كِتَابُ الحُجَّة". كِتَابُ "الخُصُوص والعُمُومِ في الوَعِيد". كتاب "المَعَارف"، وهو المَعْرِفَة. كِتَابُ "الرَّد على جَمِيعِ مَنْ قَالَ بالمَخْلُوق". كِتَابُ "الرَّدّ على المُشَبِّهَة". "كِتَابُ المَخْلُوق على المُجْبِرَة". كِتَابُ "نَعِيم أهْل الجَنَّة". "كِتَابُ السُّنَن" (١).

جَعْفَرُ بن مُبَشِّر

هو أبو محمَّد جَعْفَرُ بن مُبَشِّر الثَّقَفِي (٢)، من مُعْتَزِلَةِ بَغْدَاد. وكان فَقِيها مُتَكَلِّمًا صَاحِبَ حَدِيث، وله خَطابَةٌ وبَلاغَةٌ ورئاسةٌ في أَصْحَابه، ومع ذلك فكان وَرِعًا


= p.٤٨٢; ID.، Theologie III، pp. ١٥٩ - ٧٢; V pp. ٣٤٥ - ٥٢)
(١) تُوجَدُ من كُتُبِه نُقُولٌ مُطَوَّلَةٌ في "الحَيَوان" للجاحظ و "البَيَان والتَّبْيين" له أيضًا وفي "كتاب بغداد" لابن أبي طاهر طَيْفُور وفي "كتاب الانْتِصَار" لأبي الحسين الخَيَّاط وفي "مُرُوج الذَّهَب" للمَسْعُودي. (SEZGIN، GAS I F. pp. ٦١٥ - ١٦)
(٢) راجع في ترجمته المسعودي: مروج الذهب ٤: ٢٨، ٥: ٢١؛ القاضي عبد الجبار: فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ٢٨٣؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام ٨: ٤٢ - ٤٣؛ =