للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذه الكُتُب بُلْغَة، هي المَوْجُوَدَة والمتدَاوَلَة، وباقي ما في "الفِهْرِسْت" فقَلَّ ما رَأَيْنَاهُ أو عرَّفَنا إِنْسَانٌ أَنَّه رَآه.

وهم البَلاغَاتُ السَّبْعَة وهي

"كِتَابُ البلاغ الأوَّل"، للعامَّة. "كِتَابُ البَلاغ الثَّاني"، لفَوْق هؤلاء قَلِيلًا. "كتاب البلاغ الثَّالِث"، لمن دَخَلَ في المَذْهَبِ سَنَة. "كِتَابُ البَلاغ الرَّابع"، لمن دَخَلَ في المَذْهَب سنتين. "كِتَابُ البَلاغ الخامِسِ"، لمن دَخَلَ في المَذْهَبِ ثلاث سنين. "كِتَابُ البَلاغ السَّادِس"، لمن دَخَلَ فِي المَذْهَبِ أرْبع سِنين. "كِتَاب البَلاغ السَّابِع"، وفيه نتيجَةُ المَذْهَب والكَشْفُ الأكْبَر (١).

قال محمَّدُ بن إسْحَاق: قد قَرَأَتُهُ ورَأَيْتُ فيهِ أَمْرًا عَظِيمًا مِن إِبَاحَةِ المَحْظُورَات والوَضْعِ من الشَّرَائِع وأَصْحَابها.

ومنذ نَحْوِ عِشْرين سَنَةً تَناقَصَ أَمْرُ المَذْهَب، وقَلَّ الدُّعَاةُ فيه، حتَّى أَنِّي لا أَرَى من الكُتُبِ المُصَنَّفَة فيه شَيئًا بعد أن كان في أيَّامٍ مُعِزِّ الدَّوْلَة فِي أَوَّلَهَا ظَاهِرًا شَائِعًا ذائِعًا (٢)، والدُّعَاةُ مُنْبَثُّون في كُلِّ صَقْعٍ ونَاحِيَة. هذا ما أعْلَمُه في هذه البِلاد، وقد يَجُوزُ أنْ يكون الأمْرُ على حَالِه بنَوَاحي الجَبَلِ وخُرَاسَان. فأمَّا بِبِلادِ مصر فالأمْرُ مُشْتَبِه، ولَيْسَ يَظْهَر من صَاحِبِ الأمْرِ المُتَمَلِّك على المَوْضِع شيءٌ يَدُلُّ على ما كان يُحْكَى من جِهَتِه وجِهَةِ آبَائِه. والأمْرُ غير هذا، والسَّلام.

ومن المُصَنِّفين


(١) قارن مع المقريزي: المواعظ والاعتبار ٢: ٣٠٨ - ٣١٧.
(٢) تولى مُعِزُّ الدَّوْلَة بين سنتي ٣٣٤ - ٣٥٦ هـ.