للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد نَفْي شيرمدي الدَّيْلَمي فإنَّه كان يُعْنَى به.

الحَلَّاجُ (١) ومَذَاهِبُه والحِكَايَاتُ عَنْه وأَسْمَاءُ كُتُبِه وَكُتُبِ أَصْحَابِهِ

واسْمُهُ الحُسَيْنُ بن مَنْصُورٍ، وقد اخْتُلِفَ في بَلَدِهِ وَمَنْشَئِهِ، فَقِيلَ إِنَّهُ مِن خُرَاسَان من نَيْسَابُور، وقيل من مَرْو، وقيل من الطَّالَقَان، وقال بَعْضُ أَصْحَابِه إِنَّه من الرَّيّ، وقال آخَرُون من الجِبَال، وليس يَصِحُّ في أَمْرِه وأَمْرِ بَلَدِه شيءٌ بَتَّةً.

قَرَأْتُ بخَطِّ أبي الحُسَيْن عُبَيْد الله بن أحمد بن أبي طَاهِر <طَيفُور> (٢): الحُسَيْنُ بن مَنْصُور الحَلَّاج، وكان رَجُلًا مُحْتَالًا مُشَعْبِذًا، يَتَعَاطَى مَذَاهِبَ الصُّوفِيَّة ويَتَحَلَّى أَلْفَاظَهم ويَدَّعى كلَّ عِلْمٍ، وكان صِفْرًا من ذلك. وكان يَعْرِفُ شَيْئًا من صِنَاعَة الكِيمْيَاء، وكان جَاهِلًا مِقْدَامًا مُتَدَهْورًا جَسُورًا على السَّلاطين مُرْتَكِبًا للعَظائم، يَرُومُ إقْلابَ الدُّوَل، ويَدَّعِي عند أصْحَابِه الإلَهِيَّة، ويَقُولُ بالحُلُولِ ويُظْهِر


(١) أبو مُغيث الحُسَيْنُ بن مَنْصُور الحَلَّاج، اخْتلَفَت أقوالُ الباحثين فيه، حيث اعتبر تارةً في كبار المُتَعَبِّدين الزُّهَاد، وتارةً أخرى من جملة المُلْحِدِينَ الزَّنَادِقَة. وتُعَدُّ الترجمة التي خَصَّصَها النَّديمُ للحَلَّاج أحد أهَمّ تراجم الحَلَّاج وعلى الأخَصّ لما احْتوَته من ذكر مؤلَّفاته وعناوينها. راجع، رسالة ابن القارح ٣٦ - ٣٨؛ البيروني: الآثار الباقية ٢١١ - ٢١٢؛ مسكويه: تجارب الأمم. ٥: ٨٦، ١٣٢ - ١٣٩؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ٦٨٨:٨ - ٧٢٠؛ السلمي: طبقات الصوفية ٣٠٧ - ٣١١؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ١٤٠:٢ - ١٤٦؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٤: ٣١٣ - ٣٥٤؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١٣: ٧٠ - ٧٤ الداودي: طبقات المفسرين ١: ١٥٩ - ١٦٠؛ وكِتَابُ "أخبار الحَلَّاج" أو "مُنَاجَيَات الحَلَّاج"، اعتنى بنشره لويس ماسينيون وبول كراوس، باريس ١٩٣٦، L. MASSIGNON l'Islam، I - II، Paris ١٩٢٢; R. ARNALDEZ، Hallaj ou la religion de la croix، Paris ١٩٦٤ L La passion de Hallaj، martyr mystique de GARDET، El ٢ art. al - Halladj III، pp. ١٠٢ - ٦.
(٢) المتوفِّي سنة ٣١٣ هـ / ٩٢٥ م روى عن أبيه كتابه المُصَنَّف في "أَخْبَارِ بَغْدَاد". (الخطيب البغدادي: تاريخ ١٢: ٦٥؛ الصفدي: الوافي ١٩: ٣٤٦).