للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محله رفعًا على أنه نعت لقارعة، أي: قارعة حالّةٌ.

والثاني: ضمير المخاطب، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: أو تحل أنت يا محمد قريبًا منهم بجيشك، فيكون محله نصبًا على أنه خبر لقوله: {وَلَا يَزَالُ} عطفًا على {تُصِيبُهُمْ}.

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٣٤)}:

قوله عز وجل: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} (من) موصولة في موضع رفع بالابتداء، ونهاية صلتها {بِمَا كَسَبَتْ}، و (ما) في {بِمَا كَسَبَتْ} مصدرية أو موصولةٌ، وخبر المبتدأ محذوف، وفيه تقديران:

أحدهما: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن هو ساهٍ عن ذلك؟ {وَجَعَلُوا}: عطف على كسبت (١).

والثاني: يقدر ما يقع خبرًا للمبتدأ، ويعطف عليه {وَجَعَلُوا} أي: أَفمن هو بهذه الصفة لم يوحدوه (٢).

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} أي: جعلتم له شركاء فسموهم له ونبئوه بأسمائهم، لأن أسماء المعبود مأخوذة من صفاتها وأفعالها، كالقادر والخالق والعالم والرازق والمحيي والمميت، والمعنى: صفوهم حتى يتبين هل يستحقون أن يكونوا شركاء لله؟

وقوله: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ} (أم) منقطعة و (ما) موصولة، أي: بل أتخبرونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض؟ وهو العالم بما


(١) يعني يكسبهم ويجعلهم، وهذا الوجه للعكبري ٢/ ٧٥٩.
(٢) انظر هذا الوجه في الكشاف ٢/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>