للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: {الَّذِينَ كَفَرُوا} والمفعول الأول محذوف، والتقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض، وجاز حذف المفعول الأول، لأنه في الأصل مبتدأ، وحذف المبتدأ كثير جائز في كلام القوم.

والثاني: ضمير الرسول عليه الصلاة والسلام، لجري ذكره في قوله: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، ومفعولاه: {الَّذِينَ كَفَرُوا} و {مُعْجِزِينَ}.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩)}:

قوله عز وجل: {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} مرة: في الأصل مصدر، وهي هنا ظرف لوقوعها موقع الأوقات، كأنه قيل: ثلاثة أوقات، وانتصاب {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} على الظرف، وهي ظرف زمان، والدليل على أنه ظرف وأن انتصابه عليه لا على المصدر كما زعم بعضهم (١)، كونه فُسِّر بزمان وهو قوله: {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ. . .} الآية، ومِن شرط المفسِّر بأن يكون مِن جنس المفسَّر. ومحل قوله: {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ} والنصب على البدل من {ثَلَاثَ} وهو الوجه، أو الجر على البدل من {مَرَّاتٍ}.

{وَحِينَ تَضَعُونَ}: عطف على موضع {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ} أي: حين وضع الثياب من وقت الظهيرة، وكذا {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}، أي: من بعد وقت صلاة العشاء.


= هذا الحرف لحفص ومصاحفنا على خلافه؟ ! ثم إني قرأت في زاد المسير ٦/ ٥٩ أنها قراءة ابن عامر، وحمزة عن عاصم. . . هكذا.
(١) انظر مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>