للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صدور الكثيرين من محبي شعره المتميز بالحماسة والظرافة والمساجلات، وقد قارع في شعره عددًا من شعراء عصره، وعاش مكافحًا خلف رزقه وفنه، ومات في سن صغيرة حوالي ثمانية وثلاثين عامًا، في حادثة مرور، إذْ أوقف سيارته في طريق صحراوي، ونزل ومعاونه تحتها لصيانتها، وقبل أن يبتعد عنها، داهمتهما سيارة مسرعة فاصطدمت بها، ومن خوفه على معاونه، رجع إليها مسرعًا وهو ينادي عليه، فأصيب بصدمة مرض بعدها ومات - رحمه الله.

قال الشاعر "درعان" في حوار له مع شاعر آخر:

آه وأحظي اللي ليعته القراده ... لاح شيبي براسي ما بلغت المرام

رحت ابقنص بحظي ما تهيا جراده ... والخلايق بحظوظه تحوش الجهام

كل ما لحفت جنبي ما حصل لي وسادة ... الغطا قاصر عني ليال التمام

فرد عليه الآخر:

لا تجضور تري دنياك هذي نكاده ... ما تجي للفتى دنياه دايم تمام

لاح شيبك براسك جاه موسم حصاده ... جاه وقت المشيب وصار مثل الثمام

"الثمام" شجر ينبت في الصحراء يصبح في الصيف أبيض يابسًا، والشاعر هنا مثل غالب الشعراء فصيحهم ونبطيهم قدمائهم ومعاصريهم يشكون سوء حظهم، ولا أدري إن كان حظوظ الشعراء رديئة حقًّا أم التشكي عادة اعتادها الشاعر (١)؟

ومن الأبيات التي تدل على إيمان الشاعر (درعان) - رحمه الله - وثقته بما عند ربه، ويقينه به، هذا البيت، الذي قاله ضمن قصيدة طويلة، شرح فيها


(١) الأرزاق أقدار كتبه الله سبحانه وتعالى، ونذكر هنا قوله تعالى (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) ولا يموت الإنسان حتى يستوفي رزقه وأجله، وجميع حظه من هذه الحياة، والمؤمن مدعو إلى أن يتوكل على الله سبحانه وتعالى، ثم هو أثناء ذلك يبذل أقصى ما يمكنه فعله من الأسباب، ولن ينال إلا ما قسم له اهـ والتعليق من الأصل.