للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن إسحاق: رأيته يلبس الصوف، وكان عِلج الخَلْقِ يُعَالج

بيديه ويعمل.

وقال يحيى بن بكير: قدم جماعة من المصريين المدينة فأتوا باب

سالم فسمعوا رغاء بعير، فينما هم كذلك، خرج عليهم رجل شديد

الأُدْمَة، متزر بكساء إلى ثندوته، فقالوا له: مولاك داخل. قال:

من تريدون؟ قالوا: سالم بن عبد الله. (قال) فلما كلمهم جاء شيء

غَيرَ المنظر قال: ها أنا ذا سالم، فما جاء بكم؟ قالوا: نريد أن

نسائلك. قال: سلوا، وجلس ويده ملطخ بالدم والقيح الذي أصابه من

البعير.

قال مالك: لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من

الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين

ويشتري (الشمال) (١) فيحملها.

قال أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: دخلت على ابن

عمر فقومت كل شيء في بيته فما وجدته يسوى مائة درهم، ودخلت

بعده على سالم فوجدته على مثل حاله.

وروى زيد بن محمد، عن نافع قال: كان ابن عمر يقبل سالمًا

ويقول: شيخ يقبل شيخًا (٢). وعن خالد بن أبي بكر: بلغني أن ابن

عمر كان يلام في حب سالم فكان يقول:

يلومونني في سالم وألومهم ... وجلدةُ بين العين والأنف سالمُ

قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: كانوا يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد


(١) في حاشية "د": جمع شملة.
(٢) فى حاشية لنسخة "د": هذا يدل على أن سالمًا كان في أيام أبيه كبير السن.

<<  <  ج: ص:  >  >>