للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعن سعيد بن جبير قال: وددت أن الناس أخذوا ما عندي فإنه مما

يهمني.

وقال عطاء بن السائب: كان سعيد بن جبير بفارس يتحزن، يقول:

ليس أحد يسألني عن شيء؟ وكان سعيد يُبْكِينا، ثم عسى أن لا يقوم

حتى نضحك. وروى أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب،

سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية بضعًا وعشرين مرة في الصلاة:

{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ. . .} (١) وروى صالح بن عمر، عن داود

ابن أبي هند، قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير، قال: ما أراني إلا

مقتولا، وسأخبركم، إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا [حين] (٢) وجدنا

حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها وأنا أنتظرها.

وقال أبو بكر بن عياش: عن أبي حصين، قال: أتيت سعيد بن

جبير بمكة فقلت: إن هذا قادم -يعني: خالد بن عبد الله- ولا آمنه

عليك فأطعني واخرج.

فقال: والله، لقد فررت حتى استحييت من الله، [قال] (٣):

فقدم مكة، فأرسل إلي فأخذه.

روى ابن عيينة، عن سالم بن أبي حفصة أن الحجاج قال له: أنت

شقي بن كسير. قال: أنا سعيد بن جبير. قال: لأقتلنك. قال: أنا إذًا

كما سمتني أمي، دعوني أصلي ركعتين. قال: وجهوه إلى قبلة النصارى.

قال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (٤). قال سفيان: لم يقتل بعده إلا


(١) البقرة: ٢٨١.
(٢) من "د، ق، هـ، والتهذيب"، وفي "الأصل": حتى.
(٣) من "ق، هـ"، وفي "د، والأصل": فقال.
(٤) البقرة: ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>