للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والمعروف، كريمًا جوادًا شريفًا.

قال الزبير: أخبرني إبراهيم بن حمزة أن مشركي قريش لما حصروا

بني هاشم في الشعب كان حكيم بن حزام تأتيه العير تحمل الحنطة فَيُقبلها

الشّعب، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم فيأخذون ما عليها.

وقال حماد بن سلمة: عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله

قال يوم الفتح: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم

ابن حزام فهو آمن، ومن دخل دار بديل بن ورقاء فهو آمن".

وقال حكيم: " قلت: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في

الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة هل فيها من أجر؟ فقال: أسلمت على ما

أسلفت لك من خير" (١). فقلت: لا أدع شيئًا صنعته لله في الجاهلية إلا

صنعت في الإسلام لله مثله. وكان أعتق في الجاهلية مائة رقبة، فأعتق

في الإسلام مثلها، وساق في الجاهلية مائة بدنة، فساق في الإسلام مائة

بدنة.

قال مصعب بن عبد الله: جاء الإسلام وفي يد حكيم بن حزام

الرفادة والندوة، وكان إذا حلف قال: لا والذي نجاني يوم بدر.

قال مصعب: وسمعت أبي يقول: قال عبد الله بن الزبير: قُتل أبي،

وترك دينًا كبيرًا، فاتيت حكيم بن حزام أستعين برأيه، وأستشيره، فوجدته

في سوق الظهر معه بعير أخذ بخطامه يدور به، فسلمت عليه وأخبرته بما

جئته له، فقال: البَثْ حتى أبيع هذا. فطاف وطفت معه، حتى إني لأضع

ردائي على رأسي من الشمس، فأتاه رجل فأربحه فيه درهمًا، فقال: هو

لك، وأخذ منه الدرهم، فلم أملك أن قلت له: حبستني ونفسك ندور في

الشمس منذ اليوم من أجل درهم فلم يكلمني، خرجت


(١) أخرجه البخاري (٣/ ٣٥٤ رقم ١٤٣٦) ومسلم (١/ ١١٣ - ١١٤ رقم ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>