للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونحوه في "السنن" (١) عن عبد الله بن مغفل .

فهذه مآخذ الأئمة في هذه المسألة وهي قريبة؛ لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسر ولله الحمد والمنة.

[فصل في فضلها]

قال الإمام (٢) [(العلم) (٣) الحبر العابد] (٢) أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في "تفسيره" (٤): حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني، حدثنا سلام بن وهب الجندي، حدثنا أبي، عن طاوس، عن ابن عباس: أن عثمان بن عفان سأل رسول الله عن ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فقال: "هو اسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب".

وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه، عن سليمان بن أحمد، عن علي بن المبارك، عن زيد بن المبارك، به.

وقد روى الحافظ بن (٥) مردويه من طريقين: عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحيى،


(١) هذا يوهم أن أصحاب السنن الأربعة رووه، ولم يروه منهم أبو داود؛ فأخرجه النسائي (٢/ ١٣٥)؛ والترمذي (٢٤٤)؛ وابن ماجه (٨١٥)؛ وأحمد (٤/ ٨٥)؛ (٥/ ٥٤، ٥٥)؛ والطحاوي في "الشرح" (١/ ٢٠٢)؛ والبيهقي (٢/ ٥٠)؛ والقاضي عبد الجبار في "تاريخ داريا" (ص ٥٧) من طريق الجريري وعثمان بن غياث عن أبي نعامة الحنفي قيس بن عباية، عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا في الصلاة، أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال لي: أي بني! محدث، إياك والحدث، قال: ولم أر أحدًا من أصحاب رسول الله كان أبغض إليه الحدث في الإسلام؛ يعني: منه، قال: قد صليت مع النبي ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت صليت فقل: "الحمد لله رب العالمين". قال الترمذي: "حديث حسن"؛ واختلف في إسناده.
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٣٣٢) عن النووي في "الخلاصة" أنه قال: "وقد ضعف الحفاظ هذا الحديث وأنكروا على الترمذي تحسينه كابن خزيمة وابن عبد البر والخطيب وقالوا: إن مداره على ابن عبد الله بن مغفل وهو مجهول". اهـ. وله متابعات متكلم فيها، والمقام في تحقيقه طويل.
(٢) ساقط من (ل).
(٣) كذا في (ج) و (ع) و (ى) ووقع في (ز) و (ك) و (ن) و (هـ): "العالم".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" رقم (٥). وأخرجه الحاكم (١/ ٥٥٢) وعنه البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢١٢٣) من طريق جعفر بن مسافر بسنده سواء وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وليس كما قالا، وقد قال الذهبي في ترجمته "سلام بن وهب": "خبر منكر بل كذب"، وسأل ابن أبي حاتم أباه عنه كما في "العلل" (ج ٢/ رقم ٢٠٢٩)، فقال: "هذا حديث منكر"؛ وقال الذهبي في "المغنى" (١/ ٢٧٢): "سلام بن وهب عن ابن طاوس بخبر موضوع، لا يعرف". واختلف في سنده فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ١٦٢)؛ والخطيب في "تاريخه" (٧/ ٣١٣) وعنه الذهبي في "الميزان" (٢/ ١٨٢) من طريق سلام بن وهب عن ابن طاوس عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعًا فذكره، ووجه الاختلاف أن سلام بن وهب رواه أولًا عن أبيه عن طاوس ثم رواه عن ابن طاوس عن أبيه. قال العقيلي: "سلام بن وهب الجندعي عن ابن طاوس لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به".
وجملة القول الثابت أن هذا الحديث باطل. والله أعلم.
(٥) أخرجه ابن جرير (١/ ٤١، ٤٢)؛ وابن عدي في "الكامل" (١/ ٢٩٩)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٥١،=