للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر الله، فأجل سهمك معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم (١).

وقال أيضًا: حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا ضمرة، عن حفص بن عمر قال: وضع لقمان جرابًا من خردل إلى جانبه، وجعل يعظ ابنه وعظة ويخرج خردلة حتى نفذ الخردل، فقال: يا بني لقد وعظتك موعظة لو وعظها جبل تفطر، قال: فتفطر ابنه (٢).

وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، حدثنا [أبين] (٣) بن سفيان المقدسي، عن خليفة بن سلام، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "اتخذوا السودان، فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم، والنجاشي، وبلال المؤذن" قال أبو القاسم الطبراني أراد الحبش (٤).

فصل في الخمول والتواضع (٥)

وذلك متعلق بوصية لقمان لابنه. وقد جمع في ذلك الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا كتابًا مفردًا، ونحن نذكر منه مقاصده، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد الله بن موسى المدني، عن أُسامة بن زيد بن حفص بن عبد الله بن أنس، عن جده أنس بن مالك، سمعت رسول الله يقول: "رُبَّ أشعث ذي طمرين (٦) يصفح عن أبواب الناس إذا أقسم على الله لأبره" (٧). ثم رواه من حديث جعفر بن سليمان، عن ثابت، وعلي بن زيد، عن أنس، عن النبي فذكره، وزاد: "منهم البراء بن مالك".

وقال أبو بكر بن سهل التميمي: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع بن زيد، عن عياش بن عباس، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر أنه دخل المسجد، فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله قال له: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته عن رسول الله : سمعته يقول: "إن اليسير من الرياء شرك، وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأثرياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة" (٨).


(١) سنده مرسل ضعيف.
(٢) سنده مرسل ضعيف.
(٣) كذا في (ح) والمعجم الكبير للطبراني وكذا في (حم) لكن من غير نقط، وفي الأصل صُحف إلى: "أنس".
(٤) أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ١١/ ١٩٨ ح ١١٤٨٢)، وسنده ضعيف لضعف أبين بن سفيان (مجمع الزوائد ٤/ ٢٣٥)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٣١).
(٥) هذا العنوان مقتبس من كتاب: التواضع والخمول كما سيأتي في الروايات بعد التالية.
(٦) الطمر: الثوب القديم (ينظر النهاية ٣/ ١٣٨).
(٧) لم أجده في كتاب التواضع والخمول، وقد أخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن المنذر به (المعجم الأوسط ح ٨٦٥)، وأخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح (السنن، المناقب، باب مناقب البراء بن مالك ح ٣٨٥٤)، وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي ح ٣٠٢٨)، وله شاهد من حديث أبي هريرة ، وصحيح مسلم، البر والصلة، باب (فضل الضعفاء والخاملين ح ٢٦٢٢).
(٨) أخرجه ابن أبي الدنيا بسنده ومتنه (التواضع والخمول ص ١٠٣ رقم ٨)، وسنده ضعيف جدًا لأن عيسى بن =