للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه ابن جرير أيضًا: حدثني المثنى، حدثنا المعلَّى - وهو ابن أسد -، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة، حدثني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن كعب الأحبار … فذكره.

فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت (١) في أبيه من مولاه نافع؛ فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم.

[ذكر الآثار الواردة في ذلك عن الصحابة والتابعين أجمعين]

قال ابن جرير (٢): حدثني المثنى، حدثنا الحجاج، حدثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عمير بن سعيد؛ قال: سمعت عليًا يقول: كانت الزهرة امرأةً جميلةً من أهل فارس، وإنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت، فراوداها عن نفسها، فأبت (عليهما) (٣) إلا أن يعلماها الكلام الذي إذا تكلم به (أحد) (٤) يعرج به إلى السماء؛ فعلماها فتكلمت به، فعرجت إلى السماء، فمسخت كوكبًا.

وهذا الإسناد (رجاله ثقات) (٥)، وهو غريب جدًّا.

وقال ابن أبي حاتم (٦) حدثنا الفضل بن شاذان، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا أبو معاوية، عن (ابن أبي خالد) (٧)، عن عمير بن سعيد، عن علي () (٨). قال: هما ملكان من ملائكة السماء؛ يعني: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ﴾.


(١) وهكذا قال أهل العلم. قال ابن معين: "يقولون: إن نافعًا لم يحدث حتى مات سالم" وقال ابن المديني، كما في "التمهيد" (١٣/ ٢٨٢) لابن عبد البر، عن الأحاديث التي اختلف فيها نافع وسالم: "القول فيها قول سالم". وقال النسائي: "سالم أجل من نافع". وقال الطحاوي في "شرح المعاني" (١/ ٣٧٨): "وسالم أثبت من نافع وأحفظ".
وذكر أبو داود في "سننه" (٣٤٣٤) أن سالمًا [وقع في "المطبوعة": الزهري. وهو خطأ] اختلف مع نافع في أربعة أحاديث. وذكر النسائي أنها ثلاثة، رجح النسائي فيها قول نافع. ورجح ابن المديني قول سالم. وانظر "فتح الباري" (٥/ ٥١، ٥٢).
(٢) في "تفسيره" (١٦٨٣) والمثنى هو ابن إبراهيم، والحجاج هو ابن منهال، وحماد هو ابن سلمة، وخالد هو ابن مهران الحذاء، ورجاله ثقات كما قال ابن كثير.
(٣) لم يقع في رواية الطبري.
(٤) كذا في (ع) و (ك) و (ن) و (ى). ووقع في (ج) و (ل): "المتكلم"، وأشار ناسخ (ن) في الحاشية إلى هذه الكلمة. ووقع في (ز) و (ض): "تكلم به".
(٥) في (ج): "جيد ورجاله ثقات"، وكتب الناسخ لفظة: "جيد" بخط دقيق فوق السطر، وكأنها من تصرفه أو لعل ابن كثير كان كتبها ثم ضرب عليها. والله أعلم.
(٦) في "تفسيره" (١٠٠٨).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٦٥، ٢٦٦)؛ وأبو الشيخ في "كتاب العظمة" (٦٩٨/ ١٩) من طريق يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير بن سعيد، عن علي به؛ وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (٢٢٣) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل به وسنده قوي.
(٧) كذا في (ج) و (ع) و (ك) و (ى). ووقع في (ض): "ابن أبي حاتم"؛ وفي (ز): "عن خالد" و (ل) و (ن): "عن أبي خالد" وكل هذا خطأ. والصواب: ما أثبته، وهو إسماعيل بن أبي خالد، أحد الثقات الأثبات.
(٨) من (ن).