للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث الثالث: ما رواه من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمع رسول الله، ، قارئًا يقرأ من الليل في المسجد، فقال: "يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا" (٣٣٢).

وهكذا في الصحيحين عن ابن مسعود: أنه كان يرمي الجمرة من الوادي ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة (٣٣٣).

وكره بعض السلف ذلك، ولم يروا إلا أن يقال: السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، كما تقدم من رواية يزيد الفارسي عن ابن عباس، عن عثمان أنه قال: إذا نزل شيء من القرآن يقول رسول الله، : "اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"، ولا شك أن هذا أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخر، وعليه عملُ الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم، وبالله التوفيق.

[الترتيل في القراءة]

وقول الله ﷿: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤)[المزمل: ٤] (٣٣٤)، وقوله: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾ [الإسراء: ١٠٦] (٣٣٥)، يَكره أن يهذ كهذ الشعر، يفرق: يفصل، قال ابن عباس: ﴿فَرَقْنَاهُ﴾: فصلناه.

حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل -وهو ابن حيان الأحدب- عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وإني لأحفظ القراءات التي كان يقرأ بهن النبي، ، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم (٣٣٦).

ورواه مسلم عن شيبان بن فَرُّوخ، عن مهدي بن ميمون، عن واصل -وهو ابن حيان الأحدب- عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، به (٣٣٧).

وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لَهِيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن


(٣٣٢) - رواه البخاري في فضائل القرآن، باب: من لم ير بأسًا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا برقم (٥٠٤٢).
(٣٣٣) - رواه البخاري في كتاب الحج، باب: رمي الجمار من بطن الوادي برقم (١٧٤٧)، ومسلم في كتاب الحج، برقم ٣٠٥ - (١٢٩٦).
(٣٣٤) -[المزمل: ٤].
(٣٣٥) -[الإسراء: ١٠٦].
(٣٣٦) - رواه البخاري في فضائل القرآن، باب: الترتيل في القراءة برقم (٥٠٤٣).
(٣٣٧) - رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم ٢٧٨ - (٨٢٢).