للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رفع عيسى، ورأى سرجس في صورة عيسى فلم يشكِّك [١] أنه عيسى، فأكب عليه فقبله فأخذوه فصلبوه.

ثم إن يودس [٢] زكريا يوطا ندم على ما صنع فاختنق بحبل حتى قتل نفسه، وهو ملعون في النصارى، وقد كان أحد المعدودين من أصحابه، وبعض النصارى يزعم أن يودس زكريا يوطا هو الذي شبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إنى لست بصاحبكم، أنا الذي دللتكم عليه، فالله [٣] أعلم أي ذلك كان.

و [٤] قال ابن جريج [٥] عن مجاهد: صلبوا رجلًا شبهوه بعيسى، ورفع الله، ﷿، عيسى إلى السماء حيًّا. واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على جميع أصحابه.

وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾.

قال ابن جرير (٩١٤): اختلف أهل التأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ [يعني: بعيسى ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾] [٦] يعني قبل موت عيسى، يوجه ذلك إلى أن جميعهم يصدقون به إذا نزل لقتل الدجال، فتصير الملل كلها واحدة، وهي ملة الإِسلام الحنيفية، دين إبراهيم .

[ذكر من قال ذلك]

حدثنا ابن بشار (٩١٥)، حدثنا عبد الرحمن، عن [٧] سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ قال: قبل موت


(٩١٤) - تفسير الطبرى (٩/ ٣٧٩).
(٩١٥) - رواه ابن جرير فى تفسيره (٣٨٠١٩) (١٠٧٩٤) ورواه ابن أبى حاتم (٤/ ١١١٤) (٦٢٥٤) فقال: حدثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن يعنى ابن مهدى … فذكره، ورواية العوفى عن ابن عباس رواها الطبرى فى تفسيره (٩/ ٣٨١) (١٠٨٠٧) بلفظ: "يعنى: أنه سيدرك أناسٌ من أهل الكتاب حين يبعث عيسى، فيؤمنون به،" ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾.