للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجهني على الأنصاري، فقال عبد اللَّه للأنصار: ألا تنحرون أخاكم؟ واللَّه ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سَمِّن كلبك يأكلك. وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فسعى بها رجل من المسلمين إلى النبي، ، فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف باللَّه ما قاله، فأنزل اللَّه فيه هذه الآية (١٥٩).

وروى إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه [١] موسى بن عقبة، قال: فحدثني عبد اللَّه بن الفضل، أنه سمع أنس بن مالك، ، يقول: حزنت على من أصيب بالحرة من قومي، فكتب إليَّ زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول اللَّه، ، يقول: "اللهم، اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار". وشك ابن الفضل في "أبناء أبناء الأنصار" قال ابن الفضل: "فسأل أنسًا] [٢] بعضُ من كان عنده عن زيد برقم؟ فقال: هو الذي يقول له رسول اللَّه، : "أوفى اللَّه له بأُذُنِه". وذلك [٣] حين سمع رجلًا من المنافقين يقول ورسول اللَّه، ، يخطب: لئن كان هذا صادقًا فنحن شر من الحمير، فقال زيد بن أرقم: فهو واللَّه صادق، ولأنت شر من الحمار. ثم رفع ذلك إلى رسول اللَّه، ، فجحده القائل، فأنزل اللَّه هذه الآية تصديقًا لزيد. يعني قوله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا﴾ الآية.

رواه البخاري في صحيحه (١٦٠)، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن إسماعيل بن إبراهيم ابن عقبة، إلى قوله: هذا الذي أوفى اللَّه له بأُذُنِه. ولعل ما بعده من قول موسى بن عقبة. وقد رواه محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة بإسناده، ثم قال: قال ابن شهاب … فذكر ما بعده، عن موسى، عن ابن شهاب.

والمشهور في هذه القصة أنها كانت في غزوة بني المصطلق، فلعل الراوي وهم في ذكر الآية، وأراد أن يذكر غيرها فذكرها، واللَّه أعلم.

[حاشية] [٤]

قال الأموي في مغازيه (١٦١): حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده؛ قال: لما قدم رسول اللَّه، ،


(١٥٩) - رواه الطبري في تفسيره (١٤/ ٣٦٤) رقم (١٦٩٧٤، ١٦٩٧٥).
(١٦٠) - صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن رقم (٤٩٠٦).
(١٦١) - انظر: السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٥١٩).