للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الخليل بن أحمد يقول: اللهم؛ اجعلني عندك من أرفع خلقك، واجعلني في نفسي من أوضع خلقك، وعند الناس من أوسط خلقك (٢٩).

ثم قال:

[باب ما جاء في الشهرة]

حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا ابن وهب، عن عمرو [١] بن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس عن رسول الله أنه قال: "حسب امرئ من الشر - إلا من عصم الله - أن يشير الناس إليه بالأصابع في دينه ودنياه، وإن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم" (٣٠).

وروي مثله عن إسحاق بن البهلول، عن ابن أبي فَديك، عن محمد بن عبد الواحد الأخنسي، عن عبد الواحد بن أبي كثير، عن جابر بن عبد الله مرفوعًا، مثله (٣١).

وروى عن الحسن مرسلًا نحوه، فقيل للحسن: فإنه يشار إليك بالأصابع؟ فقال: إنما المراد من يشار إليه في دينه بالبدعة، وفي دنياه بالفسق (٣٢).

وعن علي قال: لا تبدأ [٢] لأن تشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلم واكتم، واصمت تسلم، تَسُرّ الأبرار، وتَغيظ الفجار (٣٣).


(٢٩) - المصدر السابق برقم (٢١) وإسناده قوى إلى الخليل بن أحمد.
(٣٠) - التواضع والخمول رقم (٣٠)، وأخرجه البيهقي في الشعب (٥/ ٣٦٦) من طريق يوسف بن يعقوب عن أحمد بن عيسى به. والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير (٣/ ١٩٦)، وأعله المناوي بضعف يوسف وابن لهيعة، وتابعه الألباني في الضعيفة (١٦٧٠). ويوسف بن يعقوب متابع من ابن أبي الدنيا. وابن لهيعة متابع من عمرو بن الحارث كما عند ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب. وعليه فإعلال الحديث بيوسف بن يعقوب أو ابن لهيعة ليس بشيء. ولكن للحديث علة أخرى هي سنان بن سعد، أو سعد بن سنان، فقد اختلف في اسمه، وانفرد يزيد بن أبي حبيب به عنه.
(٣١) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (٣١) وعنده "محمد بن سليمان الأخنسي" بدلًا من "محمد بن عبد الواحد الأخنسي" وهو وشيخه عبد الواحد لم أجد من ترجم لهما، والحديث لا شك أنه من الزوائد، ومع ذلك لم أجد الهيثمي ذكره في المجمع، ولا السيوطي في الجامع وذلك بعد بحث والله أعلم.
(٣٢) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول حديث رقم (٣٢، ٣٣) وإسناده ضعيف؛ فيه المبارك بن فضالة يدلس ويسوي، وقد عنعن. والخبر أورده السيوطي في الجامع الكبير، وعزاه للحكيم الترمذي عن الحسن مرسلًا.
(٣٣) - أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول الخبر رقم (٣٤) وسنده واه؛ فيه إبراهيم بن هراسة =