للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصحيح الذي عليه الأكثرون أنَّه فُدي بكبش. وقال الثَّوري (٥٨): عن رجل، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿وَفَدَينَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ قال: وَعِل [١].

وقال محمد بن إسحاق (٥٩): عن عمرو بن عبيد، عن الحسن أنَّه كان يقول: ما فُدي إسماعيل إلَّا بتيس من الأرْوَى أهبط عليه من ثبير.

وقد قال الإِمام أحمد (٦٠): حدَّثنا سفيان، حدثني منصور، عن خاله مسافع، عن صفية بنت شيبة قالتَ: أخبرتني امرأة من بني سليم - وَلَدت عَامَّة أهل دارنا - أرسل رسول الله إلى عثمان بن طلحة، وقال [٢] مَرَّة: إنها سألت عثمان: لم دعاك النبي ؟ قال: قال: "إني كنتُ رأيتُ قرني الكبش حين دخلت البيت، فنسيت أن آمرك أن تخمّرهما، فخَمِّرْهما، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء [٣] يشغل المصلي". قال سفيان: لم يزل [٤] قرنا الكبش معلقين [٥] في البيت حتَّى احترق البيت، فاحترقا.

وهذا دليل مستقل على أنَّه إسماعيل فإن قريشًا توارثوا قرني الكبش الذي فدى به إبراهيم خلفًا عن سلف وجيلًا بعد جيل إلى أن بعث الله رسوله .

فصل في ذكر الآثار الواردة عن السلف في أن الذبيح من هو؟


(٥٨) - رواه ابن جريج في تفسيره (٢٣/ ٨٧) ثنا أَبو كريب، ثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثَّوري له وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ الثَّوري، وقد أورده المصنف في "قصص الأنبياء" وقال: "لا يصح عنه".
(٥٩) - ومن طريق ابن إسحاق رواه ابن جرير (٢٣/ ٨٧) وعمرو بن عبيد متهم بالكذب لا سيما في مروياته عن الحسن. راجع ترجمته في "التهذيب".
(٦٠) - " المسند" (٤/ ٦٨)، (٥/ ٣٨٠) ورواه عبد الرزاق فِي "المصنف" (٥/ ٩٠٨٣) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٨٣٩٦) ومن طريق الطبراني - المزي في "تهذيب الكمال" (٢٧/ ٤٢٤ / ترجمة مسافع" - وابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ٤٩٧) والحميدي في مسنده (١ / رقم ٥٦٥) وأَبو داود في سننه، باب: الحج (٢٠٣٠) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٣٨) كلهم من طريق سفيان - وهو ابن عيينة - به نحوه، ورواية أبي داود: "عن صفية قالت: سمعت الأسلمية تقول لعثمان. . " الحديث ورجاله. كلهم ثقات، وصفية بنت شيبة لها رؤية واختلف في صحبتها، والأسلمية: قال ابن حجر في "التقريب": "لا تعرف" وأثبت المزي صحبتها كما في "تهذيب الكمال" (١٩/ ٣٩٦ / ت عثمان بن طلحة) وعثمان بن طلحة صحابي مشهور.