للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تفسير] سورة "ألم نشرح" [وهي مكية]]

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)

يقول تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، يعني أما شرحنا لك صدرك، أي: نورناه وجعلناه فسيحًا رحيبًا واسعًا، كقوله: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾ وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحًا واسعًا سمحًا سهلًا، لا حرج فيه ولا إصر، ولا ضيق.

وقيل: المراد بقوله: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾: شرح صدره ليلة الإسراء، كما تقدم من رواية مالك بن صعصعة وقد أورده الترمذي (١) هاهنا. وهذا وإن كانَ واقعًا، ولكن لا منافاة، فإن من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإِسراء، وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضًا، والله أعلم.

قال عبد الله بن الإمام أحمد (٢): حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب، حدثني أبي محمد بن معاذ، [عن معاذ] [١] عن محمد، عن أبي بن كعب؛ أن أبا هريرة كان جريًّا على أن يسأل رسول الله عن أشياء لا يسأل عنها غيره، فقال: يا رسول الله؛ ما أول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله جالسًا، وقال: "لقد سألت يا أبا هريرة، إني لفي صحراء [٢] ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ [قال: نعم] [٣] فاستقبلاني بوجوه لم أرها


(١) تقدم تخريجه في أول سورة الإسراء.
(٢) المسند (٥/ ١٣٩) (٢١٣٣٨). وإسناده ضعيف: قال ابن المديني: حديث مدني إسناده مجهول كله، ولا نعرف محمدًا ولا أباه، لا جده. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في موضعين: الأول (٨/ ٢٢٢، ٢٢٣) وقال: "رواه عبد الله ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان. والثاني (٩/ ٣٦١) وقال: أيضًا "رجاله ثقات".