للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: إن عمرا كان غلاما فلما أعطاهم النبي قال: ما بقي منكم أحد؟ -وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم - فقال قيس بن عاصم وكلاهما منقريان، بينهما مشاحنة: لم يبق منا أحد إلا غلام حدث في ركابنا وأزرى به! فأعطاه رسول اللَّه مثل ما أعطاهم، فبلغ عمرا قول قيس فقال (١):

ظللت مفترش الهلباء (٢) تشتمني … عند النبي فلم تصدق ولم تصب

إن تبغضونا فإنّ الرّوم أصلكم … والروم لا تملك البغضاء للعرب

فإن سؤددنا عود وسؤددكم … مؤخّر عند أصل العجب والذّنب

وكان عمرو ممن اتبع سجاح لما ادعت النبوّة، ثمّ إنه أسلم وحسن إسلامه، وكان خطيبا أديبا، يدعى «المكحّل (٣)» لجماله، وكان شاعرا بليغا محسنا يقول: إن شعره كان حلال منشّرة (٣).

وكان شريفا في قومه، وهو القائل:

ذريني فإن البخل يا أم هيثم (٤) … لصالح أخلاق الرّجال سروق

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها … ولكنّ أخلاق الرّجال تضيق

ومن ولده خالد بن صفوان بن عبد اللَّه بن عمرو بن الأهتم.

أخرجه الثلاثة.

[٣٨٦٣ - عمرو بن إياس]

(ب ع) عمرو بن إياس الأنصاري، من بنى سالم بن عوف، قتل يوم أحد شهيدا، ولم يذكره ابن إسحاق.

قاله أبو عمر، وهو أخرجه (٥).


(١) الأبيات في الأغاني ٤/ ٩ والاستيعاب: ٣/ ١١٦٤، والبيت الأول في سيرة ابن هشام: ١/ ٥٦٧، وبعده بيت آخر، وقال ابن هشام: «بقي بيت واحد تركناه. لأنه أقذع فيه».
(٢) في المطبوعة مكان «الهلباء»: «العلياء». ومثله في الاستيعاب. والمثبت عن السيرة، والأغاني: ٤/ ٩، ويقول السهيليّ في الروض الأنف ٢/ ٣٣٧: «الهلباء: فعلاء من الهلب، وهو الخشن من الشعر، يقال منه «رجل أهلب» … وكأنه أراد ب «مفترش الهلباء» أي مفترشا لحيته. ويجوز أن يريد ب «مفترش الهلباء» يعنى امرأة. وقيل: الهلباء، يريد بها هاهنا دبره فإن كان عنى امرأة فهو نصب على النداء».
(٣) ينظر الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٦٣٣.
(٤) في المطبوعة: «يا أم هاشم». والمثبت عن الشعر والشعراء: ٦٣٤، والاستيعاب: ٣/ ١١٦٤.
(٥) الاستيعاب، الترجمة ١٧٩٦: ٣/ ١١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>