للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الشهادة فيها.

على أننا قد ذكرنا القياس على التكبير في آخره فهو أولى؛ لأنه رد التكبير إلى التكبير، ورد ما في طرفه إلى ما في طرفه (١).

مَسْألة (٢):

ومن سنة الأذان الترجيع (٢) فيه عند مالك والشافعي (٣).

ولا يقول به أبو حنيفة (٤).


(١) وما أحسن ما قاله بعض المتأخرين - وقد ذكر الخلاف في ألفاظ الأذان، هل هو مثنى أو أربع؟ أي التكبير في أوله، وهل فيه ترجيع الشهادتين أو لا؟ والخلاف في الإقامة - ما لفظه: هذه المسألة من غرائب الواقعات، يقل نظيرها في الشريعة، بل وفي العادات، وذلك أن هذه الألفاظ في الأذان والإقامة قليلة محصورة معينة، يصاح بها في كل يوم وليلة خمس مرات، في أعلى مكان، وقد أمر كل سامع أن يقول كما يقول المؤذن، وهم خير القرون في غرة الإسلام، شديدو المحافظة على الفضائل، مع هذا كله لم يذكر خوض الصحابة ولا التابعين واختلافهم فيها، ثم جاء الخلاف الشديد في المتأخرين، ثم كل من المتفرقين أدلى بشيء صالح في الجملة، وإن تفاوت، وليس بين الروايات تناف لعدم المانع من أن يكون كل سنة كما نقوله، وقد قيل في أمثاله كألفاظ التشهد، وصورة صلاة الخوف. سبل السلام (١/ ١٨٨).
(٢) الترجيع مصدر رجع يرجع بالتثقيل، وهو أن يكرر قوله: "أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله"، انظر اللسان (رجع) والمجموع (٤/ ١٥٤).
و"حكمة تخصيص الترجيع بالشهادتين؛ لأنهما أعظم ألفاظه، فسن ترجيعهما لتدبر كلمتي الشهادتين والإخلاص فيهما لكونهما المنجيتين من الكفر، المدخلتين في الإسلام، وتذكر حقائقهما في أول الإسلام، ثم ظهورهما الذي أنعم الله به على الأمة إنعاما لا غاية وراءه، ولم تثنّ الجملة الأخيرة إشعارًا بالوحدانية". تحفة الخلان (١٦٣).
(٣) انظر المدونة (١/ ١٦١) والمجموع (٤/ ١٥٤ - ١٥٥).
(٤) شرح فتح القدير (١/ ٢٤٤ - ٢٤٥) حاشية ابن عابدين (٢/ ٤٨) ومذهب أحمد مثل مذهب =

<<  <  ج: ص:  >  >>