للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الوجه موجود في كثير من السنن والله أعلم، فلما نهى النبي عن استقبال القبلة بالغائط والبول نهيًا عامًا، واستقبل بيت المقدس مستدبرًا الكعبة، كان إباحة ذلك مخصوصًا في المنازل، مخصوصًا من جملة النهي.

* * *

ذِكرُ الارْتياد للبول مكانًا سهلًا لئلا يقطر على البائل منه

جاء الحديث عن النبي أنه قال: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرْتَدْ (١) لِبَوْلِه".

٢٦١ - حدّثَنا عبد الله بن أحمد، نا المقرئ، نا شعبة، عن أبي التياح، قال: لما قدم ابن عباس البصرة حدثوه بأشياء عن أبي موسى، فكتب بها ابن عباس إلى أبي موسى، فكتب أبو موسى: إني كنت مع النبي يومًا فأتى دمثًا من أهل حائط فبال فيه ثم قال: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبُولَ فَلْيَرتَدْ لِبَوْلِهِ" (٢).


(١) فليرتد: أي يطلب مكانًا لينًا؛ لئلا يرجع عليه رشاش بوله، يقال: راد وارتاد واستراد. انظر: "النهاية في غريب الحديث" مادة (رود).
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٤/ ٣٩٦، ٤١٤)، والحاكم في "مستدركه" (٣/ ٥٢٨)، والطيالسي في "مسنده" (١/ ٧١)، والبيهقي في "سننه الكبير" (١/ ٩٣) كلهم من طريق شعبة، عن أبي التياح عن رجل عن ابن عباس به، وأخرجه أبو داود (٣) من طريق أبي التياح، حدثني شيخ به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلت: أنى له الصحة وفي إسناده مبهم لم يسم وأبو التياح هو يزيد بن حميد الضبعي ثقة من رجال الجماعة وسمع ابن عباس إلا أنه في هذِه الرواية قد أخذها بواسطة عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>