للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١ - واحْكُمْ لِكلِّ عَامَلٍ بنيّتِه … واسْدُدْ على المحتَالِ بابَ حيلتِهْ

هذا البيت تضمن شطرين:

الشطر الأول: يتعلق بقاعدة من القواعد الخمس الكلية وهي قاعدة: [الأمور بمقاصدها] وأشار إليها المؤلف بقوله: [واحكم لكل عامل بنيته] وهذه القاعدة أشار إليها السعدي بقوله:

النية شرط لسائر العمل … بها الصلاح والفساد للعمل (١)

الشطر الثاني: يتعلق بالحيل.

قوله: [النية] في اللغة: العزم والقصد، جاء في لسان العرب (نوى الشيء قصده واعتقده).

وفي الاصطلاح: عزم القلب على الفعل تقربًا لله ﷿، وهذه القاعدة: [الأمور بمقاصدها] ذكر الشافعي : أنها تدخل في سبعين بابًا من أبواب الفقه، وهذا من قبيل التمثيل وإلا فإنها تدخل في جُل مسائل الفقه، ما من باب من أبواب الفقه إلا وتدخله هذه القاعدة، قاعدة: [الأمور بمقاصدها] وليست خاصة بالفقه، بل في العقائد والعمليات كما سيأتي إن شاء الله.

والنية لها معنيان:

الأول: انبعاث القلب نحو قول، أو عمل يراه موافقا لغرض صالح له من جلب مصلحة، أو دفع مضرة، وهذا المعنى عام للأمور الدينية والدنيوية.

الثاني: قصد الطاعات والتقرب إلى الله تعالى بفعل المأمور به أو بترك المنهي عنه، وهذا المعنى أخص من الأول؛ لأنه لا يكون إلا في الأمور الشرعية، وهذه القاعدة من أجمع قواعد الدين وأشملها وأعظمها منزلة.


(١) منظومة القواعد الفقهية للسعدي البيت رقم (١١).

<<  <   >  >>