للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مرتين، ثم لما توفي عمه محمود شاه إلى

رحمة الله سبحانه قام بالملك ولده غياث الدين فخلعوه ثم صنوه شمس الدين فخلعوه أيضاً

واتفقوا على فيروز فقام بالملك واستقام به خمساً وعشرين سنة وسبعة أشهر، وغزا الكفار

أربعاً وعشرين مرة، واجتمع عنده من العلماء والشعراء ما لم يجتمع عند غيره من الملوك في

عصره.

وكان مع اشتغاله بممات الدولة يدرس ثلاثة أيام في كل أسبوع يوم السبت والاثنين والأربعاء،

كان يدرس الزاهدي وشرح التذكرة وشرح المقاصد وتحرير الأقليدس والمطول، وإذا لم ينتهز

فرصة في اليوم درس في الليل وكان يحسن إلى طلبة العلم إحساناً جميلاً، ويحب المذاكرة

بالعلوم، ولم يزل عازماً على أن يبني مرصداً للنجوم حتى اجتمع عزمه على ذلك في سنة

عشر وثمانمائة فأمر ببنائه في بالا كهات قريباً من بلدة دولة آباد فاشتغل العلماء بذلك، وكان

السيد محمد الكاذروني والحكيم حسن علي الكيلاني رأسهم ورئيسهم فمات الكيلاني

قبل أن يتم أمر المرصد، وحدث بعض ما عاقهم عن إتمامه فلم يتم أمره، وكان فيروز شاه

مع ذلك مولعاً بالشهوات والنساء وشرب الخمر سراً واستماع الغنا، أراد أن يجمع من

النسوة ما لا تحصر بحد وعد ولكنه منعه الحياء من الشريعة الإسلامية فاستفتى العلماء

فأشاروا عليه أن يطلق إحداهن ويتزوج بالأخرى، وقال شيخه فضل الله الشيرازي: إن

المتعة كانت مباحة في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذلك في زمن أبي بكر ثم حرمها

عمر بن الخطاب، فأنكر عليه العلماء من أهل السنة والجماعة، فاحتج فضل الله بأحاديث

مروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومشكوة المصابيح فقبله فيروز شاه، وتمتع

بثمانمائة إمرأة في يوم واحد ومصر بلدة تسمى فيروز آباد بنى بها الأسواق والدور في غاية

الحسن والحصانة ثم فرق الدور على نسوته وعاش دهراً طويلاً يتمتع بهن حتى خرج عليه

صنوه أحمد شاه وغلب عليه فسلم إليه الأمور، ومات بعد عشرة أيام من جلوس أحمد

شاه على سرير الملك، وكان فيروز شاه شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة رقيقة

بالفارسية.

ومن شعره قوله:

بقطع راه محبت مخور فريب اميد كه غايت ابدش ابتداي فرسنك است

مات يوم الاثنين الخامس عشر من شوال سنة خمس وعشرين وثمانمائة، كما في تاريخ

فرشته.

الشيخ فيروز بن موسى الدهلوي

الشيخ الفاضل فيروز بن موسى بن معز الدين بن محمد البخاري الدهلوي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بدهلي واشتغل بالعلم على أهله وتفنن في الفضائل،

وتعلم الفنون الحربية حتى برع وفاق أقرانه في كثير من الفضائل، له منظومة في أخبار، وكان

من أجداد الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، مات سنة ستين وثمانمائة

بأرض أوده فدفن بها، كما في أخبار الأخيار.

الشيخ فيض الله المانكبوري

الشيخ الصالح فيض الله بن حسام الدين بن خضر بن الجلال العمري المانكبوري المشهور

بقاضي شه، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة وتصدر للإرشاد

بعده، توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بمانكبور فدفن بها، كما في أشرف السير.

حرف القاف

الشيخ قاسم بن برهان الأودي

الشيخ الصالح قاسم بن برهان الدين الجشتي الأودي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن

أبيه الشيخ برهان الدين عن الشيخ فتح الله عن الشيخ صدر الدين أحمد بن الشهاب

الدهلوي، وأخذ عنه ابنه محمد بن القاسم كما في اقتباس الأنوار.

مولانا قاسم بن محمد الكجراتي

الشيخ الفاضل الكبير قاسم بن محمد الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان

يدرس ويفيد الطلبة بكجرات على الحوض المعروف خان سرور بسين مهملة مفتوحة وواو

مثلها بين راءين مهملتين ساكنتين، ذكره الشيخ عبد الله محمد بن عمر الآصفي

<<  <  ج: ص:  >  >>