للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفقه إلى الإرشاد والكنز، ثم ذهب إلى

جونبور فأقام بها سبع أو ثماني سنوات، وقرأ النحو والمنطق والحكمة والفقه والأصول على الشيخ

محمد أفضل بن محمد حمزة العثماني الجونبوري والشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري، ثم

أنسد الحديث عن الشيخ محمد رشيد المذكور وعن الشيخ المحدث نور الحق بن عبد الحق البخاري

الدهلوي، ثم لازم الشيخ طيب وتلقى الذكر منه، فكتب له الشيخ وثيقة الخلافة سنة أربعين وألف

ووجهه إلى كوزه فسار إليها، وقرأ على الشيخ جمال بن مخدوم الكوزوي شطراً من هداية الفقه

وتفسير البيضاوي، ثم رجع إلى مندواديه وكان شيخه توفي قبل وصوله إلى ذلك المقام فجاور قبره،

واستفاض عن الشيخ محمد رشيد المذكور فيوضاً كثيرة، ثم تولى الشياخة مقام الشيخ طيب، وصرف

عمره في الافادة والعبادة، أخذ عنه كثير من المشايخ، وله كتاب بسيط في أخبار مشايخه سماه مناقب

العارفين كما في كنج أرشدي.

مولانا يتيم الله الأحمدنكري

الشيخ العالم الفقيه يتيم الله بن الجمال بن الحسين الحسني الحسيني القادري الأحمدنكري، أحد

العلماء الراسخين في العلم، كان من ذرية الشيخ عبد الوهاب ابن عبد القادر الجيلاني، ولد ونشأ

بقرية بتهري من أعمال أحمدنكر، وتلقى العلم من كبار الأساتذة، ثم تصدى للدرس والإفادة مقام

والده، لقيه محمد بن الحسن المندوي سنة ثلاث بعد الألف وقال في كلزار أبرار: إنه نعى به بعد

خمس سنين، لعله مات سنة ثمان أو تسع بعد الألف.

الشيخ يحيى بن أحمد السرهندي

الشيخ العالم الفقيه يحيى بن أحمد بن عبد الحد بن زين العابدين العمري السرهندي، كان من العلماء

الربانيين، ولد سنة سبع وعشرين وألف بمدينة سرهند، وقرأ العلم على أخويه: الشيخ محمد سعيد،

والشيخ محمد معصوم، ثم تصدى للدرس والإفادة، وتزوج بابنة الخواجه عبيد الله بن عبد الباقي

النقشبندي الدهلوي، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار مرتين، قال الشيخ محسن بن يحيى

النرهتي في اليانع الجني: هو الذي خالفهم في مسألة الإشارة، انتهى، يعني أنه خالف والده وإخوته

في مسألة الإشارة بالمسبحة في التشهد في الصلاة، وله مصنفات.

مات لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين وألف وله إحدى وسبعون سنة، كما في

هديه أحمديه.

يحيى بن أحمد المعصوم الدستكي

السيد الشريف يحيى بن أحمد بن محمد المعصوم الدستكي الشيرازي أصلاً ومحتداً والمدني

الحجازي مولداً والهندي الحيدرآبادي مسكناً ومدفناً، ذكره شقيقه علي بن أحمد المعصوم الدستكي في

سلافة العصر قال: إنه ولد بالحجاز سنة ثمان وأربعين وألف ونشأ بها، ثم سافر إلى والده بالهند وأقام

بحيدرآباد إلى أن مات، وله شعر رقيق رائق، منها قوله:

تذكرت أيام الحجيج فأسبلت جفوني دماء واستجد بي الوجد

وأيامنا بالمشعرين التي مضت وبالخيف إذ حادي الركاب بنا يحدو

وقوله:

ألا لا سقى الله البعاد وجوره فإن قليلاً منه عنك خطير

ووالله لو كان التباعد ساعة وأنت بعيد إنه لكثير

وقوله:

ألا يا زماناً طال فيه تباعدي أما رحمة تدنو بها وتجود

لألقى الذي فارقت أنسى إذ نأى فها أنا مسلوب الفؤاد فريد

وقوله من قصيدة طويلة في مدح شقيقه علي:

أفق أيهذا القلب عما تحاوله فإنك مهما زدت زاد تشاغله

<<  <  ج: ص:  >  >>