للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآنية وتأويل الحروف المقطعات في أوائل السور وتوجيه قصص الأنبياء عليهم السلام

وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقابلية قومه ومن التدبير الذي

دبرته الحكمة الإلهية في زمانه فقد ألف لذلك رسالة جيدة سماها تأويل الأحاديث ومنها ترجمة القرآن

بالفارسية على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك وسماها فتح

الرحمن في ترجمة القرآن ومنها ما ألقى الله في قلبه وقتاً من الأوقات ميزاناً يعرف ما هو الحق عند

الله وعند رسوله، وقد ذكر نموذجاً من ذلك حين سئل عن الاختلاف في الانصاف وعقد الجيد

والهمعات وغير ذلك من مصنفاته، ومنها ما صب الله تعالى في صدره من نور كشف له وجوه

أسرار الشريعة ثم شرح صدره لبيانها فبينها على أحسن وجه في حجة الله البالغة وقد قال ولده عبد

العزيز في كتابه إلى أمير حيدر البلكرامي: وكتاب حجة الله البالغة التي هي عمدة تصانيفه في علم

أسرار الحديث ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول وتفريع الفروع

وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد منها إلى المجلس والنادي وإنما يستنشم نفحات قليلة

من هذا العلم في كتاب إحياء العلوم للغزالي وكتاب القواعد الكبرى للشيخ عز الدين بن عبد السلام

المقدسي وربما يوجد بعض فوائد هذا العلم في مواضع من الفتوحات المكية للشيخ الأكبر والكبريت

الأحمر للشيخ ابن عربي وكذا مؤلفات تلميذه الشيخ الكبير الشيخ صدر الدين القونوي - قدس سرهما

- وقد جمعهما الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتاب الميزان انتهى.

وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد

ومن نعم الله تعالى عليه

أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقي والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما

جاء به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من ربه عز وجل حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة

والحجج وطهرها من قذى أهل المعقول وأعطى علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول

وعرض وعلم استعداد النفوس الانسانية لجمعيها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها

بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة غير

المرضية، كما قال في التفهيمات الإلهية:

ومن نعم الله علي ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها وقائد هذه الطبقة وزعيمها فنطق

على لساني ونفث في نفسي فإن نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها وأتيت على مذاهبهم

جميعها، وإن تكلمت على نسب القوم فيما بينهم وبين ربهم زويت لي مناكبها وبسطت في جوانبها

ووافيت ذروة سنامها وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الانسانية تعوضت

قاموسها وتلمست باغوسها وقبضت على جلابيبها وأخذت بتلابيبها، وإن تمطيت ظهر علوم النفوس

ومبالغها فأنا أبو عذرتها آتيهم بعجائب لا تحصى وغرائب لا تكتنهه ولا اكتناهها يرجى، وإن بحثت

عن علم الشرائع والنبوات فأنا ليث عرينها وحافظ جرينها ووارث خزائنها وباحث مغانيها.

وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي

وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجددية فعلمت

علم الجميع بين المختلفات، انتهى.

وقد أثنى عليه الأجلة من العلماء

ومنهم شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني قال: إنه يسند عني اللفظ وكنت أصحح منه المعنى،

<<  <  ج: ص:  >  >>