للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتانا مقيم الدين من بعد فترة وتحريف أديان وطول مشاغب

فيا ويل قوم يشركون بربهم وفيهم صنوف من وخيم المثالب

ودينهم ما يفترون برأيهم كتحريم حام واختراع السوائب

ويا ويل قوم حرفوا دين ربهم وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب

ويا ويل من أطرى بوصف نبيه فسماه رب الخلق اطراء خائب

ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم تكلف تزويق وحب الملاعب

ويا ويل قوم قد أخف عقولهم تجبر كسرى واصطلام الضرائب

فأدركهم في ذاك رحمة ربنا وقد أوجبوا منه أشد المعائب

فأرسل من عليا قريش نبيه ولم يك فيما قد بلوه بكاذب

ومن قبل هذا لم يخالط مدارس ال يهود ولم يقرأ لهم خط كاتب

فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى ومن بتعليم على كل راغب

وأخبر عن بدء السماء لهم وعن مقام مخوف بين أيدي المحاسب

وعن حكم رب العرش فيما يعينهم وعن حكم تروى بحكم التجارب

وأبطل أصناف الخنى وأبادها وأصناف بغي للعقوبة جالب

وبشر من أعطى الرسول قياده بجنة تنعيم وحور كواعب

وأوعد من يأبى عبادة ربه عقوبة ميزان وعيشة قاطب

فأنجى به من شاء منا نجابه ومن خالب فلتندبه شر النوادب

فأشهد أن الله أرسل عبده بحق ولا شيء هناك برائب

وقد كان نور الله فينا لمهتد وصمصام تدمير على كل ناب

وأقوى دليل عند من تم عقله على أن شرب الشرع أصفى المشارب

تواطى عقول في سلامة فكره على كل ما يأتي به من مطالب

سماحة شرع في رزانة شرعة وتحقيق حق في إشارة حاجب

مكارم أخلاق وإتمام نعمة نبوة تأليف وسلطان غالب

نصدق دين المصطفى بقلوبنا على بينات فهمها من غرائب

براهين حق أوضحت صدق قوله رواها ويروي كل شب وشائب

من الغيب كم أعطى الطعام لجائع وكم مرة أسقى الشراب لشارب

وكم من مريض قد شفاه دعاؤه وإن كان قد أشفى لوجبة واجب

ودرت له شاة لدى أم معبد حليباً ولا تسطاع حلبة حالب

وقد ساخ في أرض حصان سراقة وفيه حديث عن براء بن عازب

وقد فاح طيباً كف من مسه كفه وما حل رأساً جس شيب الذوائب

وألقى شقي القوم فرث جزورهم على ظهره والله ليس بعازب

فألقوا ببدر في قليب مخبث وعم جميع القوم شؤم المداعب

<<  <  ج: ص:  >  >>